قدمت الكاتبة والمخرجة المجرية إلديكو إنيدى، خلال ندوة «شاعرية الواقع: إلديكو إينيدى» ضمن فعاليات الدورة ال46 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رؤية فلسفية شاملة لعلاقتها بالسينما، التقنية، والطبيعة، وسلطت فى حديثها الضوء على نقطتين أساسيتين، وهما، كيفية النظر إلى الذكاء الاصطناعى كأداة إبداعية، وكيفية إعادة تعريف الواقع من منظور خيالى وسردى. بدأت إنيدى حديثها بالتأكيد على أن رحلتها السينمائية من التصوير التقليدى (الأنالوج) مرورًا بالرقمى ووصولًا إلى الذكاء الاصطناعى، موضحة أنها لم تكن رحلة سعى وراء الحداثة فحسب، بل بحث عن الحرية الفنية، وقالت: «أعبث مع الذكاء الاصطناعى، وأختبر إمكانياته، وأشكله بخيالنا»، معتبرة أنه ليس تهديدًا للسينما بل امتداد طبيعى للتقنيات التى شكلت ماضى صناعة الأفلام. كما أوضحت أن استخدام الذكاء الاصطناعى يجب أن يكون مصحوبًا بوعى إنسانى، وأن الأدوات ليست من تقود الفن، بل الخيال الإنسانى، وأضافت: «التكنولوجيا لا تخلق المعنى، نحن من نصنعها بخيالنا»، وفى رأيها، ما يميز المبدع الحقيقى هو قدرته على الموازنة بين قوة التقنية ودقة التصور الإنسانى. وعن الكتابة والإخراج، أكدت إنيدى أن طريقتها تبدأ دائمًا ب«شعور أو إحساس» قبل أن تترجمه إلى كلمات، وأضافت: «أبدأ بالإحساس، ثم أبحث عن إسفنجة تمتص كل شىء، وأعمل على حذف ما ليس ضروريًا حتى أترك جوهر الفكرة فقط». واختتمت إنيدى الندوة برسالة إلى جيل السينمائيين الشباب، قائلة: «لا تصنعوا أفلامًا لتروق للجميع، بل اصنعوها لتوجه أولئك الذين يرون العالم كما ترونه أنتم». وتابعت: «تظل السينما أداة لكشف ما لا يُقال، وإعادة تشكيل الإدراك من خلال الخيال، لا مجرد التباهى بالتقنيات». يُكرم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المخرجة والكاتبة المجرية إلديكو إنيدى فى الدورة ال46، وذلك تقديرًا لمسيرتها الفنية وإسهاماتها فى إثراء السينما العالمية، وتشمل فعاليات التكريم منحها جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر من إدارة المهرجان، إلى جانب جائزة FIPRESCI 100» Lifetime Achievement لإنجاز العمر من الاتحاد الدولى للنقاد السينمائيين. تعد إلديكو إنيدى واحدة من أبرز صانعات السينما الأوروبية المعاصرة، وتمتد مسيرتها الفنية لأكثر من ثلاثة عقود، ومن أبرز أعمالها «My 20th Century» و«On Body and Soul»، الحاصل على الدب الذهبى فى مهرجان برلين وترشح للأوسكار.