- فاينانشال تايمز: خلافات حادة بين شركتي إيرباص وداسو حول تصميم المقاتلة الجديدة أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بأن ألمانياوفرنسا يناقشان تقليص مشروعهما الدفاعي الجوي المشترك، البالغ قيمته 100 مليار يورو، وذلك عبر التخلي عن خطة بناء مقاتلة مشتركة، والتركيز بدلا من ذلك على تطوير نظام القيادة والسيطرة المعروف باسم "سحابة القتال"، في محاولة لإنقاذ برنامج نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS)، أكبر مشروع تسليح أوروبي، والذي يواجه خطر الانهيار بسبب خلافات حادة بين شركتي إيرباص وداسو حول تصميم المقاتلة الجديدة. ووفقا لمسئولين في البلدين، يجري بحث خيار تقليص التعاون ليقتصر فقط على "سحابة القتال"، وهي منصة تعتمد على ربط المقاتلات والطيارين بمصادر الاستشعار والرادارات والطائرات من دون طيار. إضافةً إلى أنظمة القيادة البرية والبحرية، عبر شبكة تعتمد الذكاء الاصطناعي لمعالجة كميات ضخمة من البيانات. ويشارك في تطوير هذه المنظومة كل من وحدة الدفاع الألمانية التابعة لإيرباص، وشركة تاليس الفرنسية، وإندرا الإسبانية. وقال مسئول مطلع على المناقشات: "يمكننا التعايش مع تعدد المقاتلات الأوروبية، لكن يجب أن تكون لدينا سحابة واحدة موحدة للجميع". وأكدت مصادر أخرى أن جميع عناصر البرنامج الأخرى تعمل بشكل جيد، وأن التخلي عن المقاتلة لا يعني انهيار FCAS بالكامل، بل قد يدفع إلى تسريع جدول تطوير "سحابة القتال" من عام 2040 إلى 2030. ومن المقرر أن يناقش وزراء الدفاع في البلدين مستقبل البرنامج خلال اجتماعات في باريسوبرلين هذا الأسبوع، وسط تقديرات بأن الوقت بات متأخرا لحل الخلاف المستمر بين داسو وإيرباص. وبرغم الضغوط الألمانية لاحترام الاتفاق الأصلي، لم تواجه باريس شركة داسو بشكل مباشر، إذ تعتبر أن أي تأخير قد يؤثر على قدرتها على الحفاظ على الردع النووي. وتشمل الخلافات بين الشركتين تقسيم العمل، واختيار الموردين، وحقوق تصميم المقاتلة. وقد دفع ذلك برلين إلى دراسة استبدال فرنسا ببريطانيا أو السويد في حال انهارت الشراكة. وفي المقابل، يؤكد رئيس داسو، إريك ترابير، أن شركته قادرة على تطوير المقاتلة بمفردها. ويحذر مسئولون من أن فشل المشروع سيقوض خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون الدفاعي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. فحين أُعلن البرنامج عام 2017، اعتبره ماكرون والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل مشروعا استراتيجيا تاريخيا. لكن الأزمة الحالية تعمقت بفقدان الثقة بين الشركتين، إذ يقول مصرفي فرنسي قريب من الملف: "الاتفاق شبه ميت، ولا يوجد ثقة.. لا يمكن إصلاح ذلك". فيما يؤكد مسئول ألماني أن بلاده، التي خصصت ميزانيات دفاعية غير مسبوقة، لا ترغب في أن "تُؤخذ رهينة من شركة فرنسية". ومع ذلك، يتفق الجميع على أن تطوير "سحابة قتال أوروبية مستقلة" ضرورة استراتيجية، خصوصا في ضوء احتمالات اضطرار القارة للدفاع عن نفسها في أوقات لا يمكن فيها الاعتماد على الدعم الأمريكي. ودعا رئيس مجلس الأعمال في شركة إيرباص، توماس بريتسل، إلى "إنهاء الشراكة المرهقة مع داسو دون الإضرار بالعلاقات الفرنسية - الألمانية". وأكد مسئول حكومي أن الخلاف "مرتبط بالشركات وليس بالحكومات، ويجب ألا ينعكس على العلاقات السياسية بين البلدين".