شكل آلاف المتظاهرين في صربيا درعا بشريا بصورة رمزية حول مجمع عسكري مدمر، اليوم الثلاثاء، متعهدين بحمايته من إعادة تطويره من جانب شركة مرتبطة بجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، له، لتحوله إلى مجمع عقاري فاخر. ورسم المتظاهرون الذين يقودهم الشباب خطا أحمر وهم يحيوطون بالمباني المترامية الأطراف في العاصمة بلجراد، التي لحق بها دمار جزئي في حملة قصف شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 1999. ويواجه الموقع خطر الهدم وإعادة التطوير بموجب خطة تدعمها حكومة الرئيس ألكسندر فوتشيتش الشعبوية. ولاقى مشروع بناء فندق ومكاتب ومتاجر فاخرة في الموقع بتكلفة 500 مليون دولار معارضة شديدة من خبراء في البلاد وخارجها، فضلا عن الشعب الصربي. لكن نواب البرلمان الصربي وافقوا على قانون خاص الأسبوع الماضي يفسح الطريق للبناء برغم العراقيل القانونية. وتقول حكومة فوتشيتش المؤيدة لترامب إن المشروع سيدعم الاقتصاد ويعزز العلاقات مع الإدارة الأمريكية، التي فرضت رسوما جمركية بنسبة 35% على الواردات من صربيا. كما فرضت عقوبات على الشركة التي تحتكر توريد النفط لصربيا، والتي تسيطر روسيا على حصة الأغلبية فيها. ورغم ذلك، يشير المنتقدون إلى أن المبنى معلم معماري، يُنظر إليه كرمز لمقاومة صربيا لقصف حلف الناتو بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي ما زال ينظر إليه على نطاق واسع في البلاد باعتباره "عدوانا" ظالما. كانت صربيا قد شهدت مظاهرات قادها الطلاب بعد انهيار سقف خرساني في محطة قطار مجددة أودى بحياة 16 شخصا في نوفمبر الماضي 2024. وألقى الكثيرون باللوم في المأساة على الفساد المزعوم على نطاق واسع في مشاريع البنية التحتية التي تديرها الدولة.