اشتعل الجدل داخل إسرائيل على خلفية هجوم الحاخام إسحاق يوسف، الحاخام الأكبر السابق لليهود السفارديين، على الحاخام تمير جرانوت، عميد معهد "أوروت شاؤول هسدر" الديني في تل أبيب، والذي قتل ابنه عميتاي جرانوت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. واستنكر "يوسف"، تصريحات "جرانوت"، التي طالب فيها أن ينضم طلاب المعاهد الدينية المنتمين إلى طائفة الحريديم المعفون من الخدمة العسكرية، بموجب القانون الإسرائيلي إلى الجيش خلال الحرب على غزة؛ ليرد يوسف: "لماذا يذهب الجميع إلى الجيش؟ نحن ندرس التوراة، وكما أن هناك سلاح الجو، هناك سلاح الرب، مضيفًا "أننا نتعلم التوراة لنحمي شعب إسرائيل"، في إشارة إلى أن دور طائفة الحريديم الذي يتمثل في تعلم التوارة والالتزام بتعاليمها لا يقل أهمية عن الحرب. كما هدد "يوسف"، سابقًا بنقل المعاهد الدينية إلى الخارج إذا أُجبر الطلاب على التجنيد؛ ليرد جرانوت: "لن نسافر إلى الخارج فيما تتعرض إسرائيل لخطرٍ وتخوض حربًا وجودية". * غضب في إسرائيل بسبب تصريحات يوسف وأشعلت تصريحات "يوسف"، غضب العديد من الشخصيات السياسية والدينية في إسرائيل، أبرزهم رئيس الحزب الصهيوني الديني وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي رد عليه: "الحاخام تمير جرانوت يستحق الاحترام والتقدير، كونه ضحى بابنه من أجل إسرائيل"، مضيفًا: "من يسمح لنفسه بإذلاله يُهين نفسه، ويُدنّس اسم الله علنًا، وينشر الكراهية والانقسام بلا أساس" في إشارة إلى يوسف. وتعد قضية التجنيد الإجباري لطائفة الحريديم، من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل إسرائيل، فمن هم الحريديم؟ ولماذا يثير تجنيدهم كل هذا الجدل داخل إسرائيل؟ يجيب التقرير التالي على هذه الأسئلة، وفقًا لموقع" Israel National News"، و"Times of Israel" * من هم الحريديم؟ يشير مصطلح "الحريديم" إلى الطائفة الأكثر تدينًا في إسرائيل، التي بدأت في أوروبا في القرن 19 ويتفرغ الحريديم للعبادة، من خلال عزل أنفسهم عن المجتمع، فلا يمتلكون الأجهزة التقنية الحديثة إلا في أضيق الحدود ولأغراض العمل، كما يُثبّت معظمهم برامج حجب الإنترنت لحمايتهم من التأثيرات الخارجية، بجانب أنهم يدرسون في معاهد خاصة بهم. ويرتدي الحريديم زيًا مميزًا، حيث ترتدي النساء ملابس طويلة ومحتشمة وأغطية للرأس، بينما يرتدي الرجال بدلات سوداء أو معاطف وقبعات من الفرو الكبيرة. * الحريديم والخدمة العسكرية يطبق على شباب الحريديم تشريع خاص يسمى ب "توراتو أومانوتو"، إذ تكون "وظيفة هذا الشخص هي دراسة التوراة"، وبموجبه يعفى عدد قليل من الطلاب الكبار من الخدمة العسكرية مقابل دراسة التوراة في المدارس الدينية التي تمول حكوميًا. وكانت فئة الحريديم صغيرة نسبيًا داخل إسرائيل، ما جعل إعفاؤهم من التجنيد لا يمثل مشكلة، إلا أنه بمرور الوقت، ارتفع عدد الحريديم في إسرائيل بشكل كبير، بجانب خوض جيش الاحتلال الحرب الأخيرة على غزة؛ ما خلق احتياجًا لجنود إضافيين لمواكبة المعارك في القطاع. فيما يوجد حاليًا 13 ألف شاب من الحريديم في سن التجنيد الإلزامي (18 عامًا)، إلا أن حوالي 90% منهم لا يلتحق بالجيش. * شباب الحريديم المعفى من التجنيد يغضب عائلات الجنود الإسرائيلين أثار عدم تجنيد الحريديم غضب عائلات الجنود القتلى والجرحى خلال حرب إسرائيل على غزة، لما شكله من ضغط على أقاربهم الجنود في المعارك، إلى جانب تعريضهم للخطر. * المحكمة العليا تقضي بتجنيد الحريديم دفع تزايد أعداد الحريديم الأحزاب العلمانية، لإلغاء تشريع الإعفاء من التجنيد الخاص بهم، لتقضي المحكمة العليا في 25 يونيو ببدء تجنيد طلاب المدارس الدينية، إلى جانب منع التمويل الحكومي عن المعاهد التي لا يسجل طلابها. كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن قوانين تجنيد الحريديم ستتضمن عقوبات فردية وتزيد عدد الأفراد الملتحقين بالجيش، فيما رفض الاقتراحات الرامية إلى تقليص معدل تجنيد الحريديم. * الأحزاب المتشددة ترفض تجنيد الحريديم على عكس الأصوات المطالبة بتجنيد الحريديم، دفع حزبا شاس ويهودوت هتوراة المتشددين نحو تمرير تشريع ينص على الإعفاءات العسكرية لطلاب المدارس الدينية، بجانب عرقلة تقدم مشاريع القوانين الخاصة التي تقضي بالتجنيد الإجباري للحريديم للضغط على نتنياهو لإلغائها. * لماذا يعارض الحريديم الخدمة العسكرية؟ يرفض الحريديم الخدمة العسكرية؛ لاعتقادهم أن الالتحاق بالجيش يصرف انتباههم عن دراسة التوراة، من خلال الانخراط مع المجتمع وإنهاء حالة العزلة، ما يتعارض مع مبادئهم. * عقوبات ضد شباب الحريديم المتهرب من التجنيد تلقى 2399 شابًا من المتشددين دينيًا إخطارات تجنيد من جيش الاحتلال، فيما لم يحضر سوى 545 عند طلب الاستدعاء الفوري، وفقًا للعميد شاي طيب. ويتلقى المجند المحتمل أمر استدعاء فوري، وإذا لم يحضر خلال 48 ساعة، يعلن أنه "متهرب من التجنيد، أما إذا امتنع عن تنفيذ الأمر خلال 30 يومًا من إعلان تهربه من الخدمة العسكرية، فإنه يتلقى أمر" تزاف 12"، والذي يعني أنه ممنوع من مغادرة البلاد ويمكن القبض عليه أثناء أي مواجهة مع الشرطة. وبموجب القوانين الحالية، يمكن منع المتهربين من التجنيد من الحصول على رخص القيادة، أو استلام جوازات السفر، أو تجديد بطاقات الهوية الخاصة بهم، وفقًا لنائب رئيس الكنيست يفغيني سوفا، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق حملة للشرطة العسكرية لاعتقال الأشخاص الذين تجاهلوا أوامر التجنيد. ويوجد حاليًا 80 ألف رجل من الحريديم تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا مؤهلون للخدمة العسكرية ولم يلتحقوا بها بعد، فيما صرّح جيش الاحتلال بأنه يواجه نقصًا في القوى العاملة، ويحتاج حاليًا إلى حوالي 12 ألف جندي جديد، منهم 7 آلاف جندي مقاتل.