وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدةوالصين بعد المحادثات بينهما في إندونيسيا بأنه هدنة مؤقتة. وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، إن المحادثات المتوترة في كوالالمبور أسفرت عن اتفاق مؤقت، إذ لن تحسم الصفقة النهائية إلا خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق المعلن أشبه بهدنة مؤقتة منه إلى تسوية شاملة تعيد صياغة العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، مشيرة إلى أن الأسبوع الماضي شهد تصعيدا من واشنطن، إذ لوحت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية الشهر المقبل، وذلك ردا على عزم بكين تقييد تصدير المعادن النادرة. كما أعلنت الإدارة الأمريكية خطة للحد من الصادرات البرمجيات الأمريكية إلى الصين، والتي تشمل منتجات من الحواسيب المحمولة إلى محركات الطائرات. وبحسب "واشنطن بوست" فإن الهدف هو تأكيد على أن الولاياتالمتحدة لا تزال تمتلك أوراق ضغط قوية. ورغم هذا التصعيد، تحدث ترامب بنبرة متفائلة، مؤكدا إمكانية التوصل إلى " اتفاق شامل". من جهته، أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن فرض الرسوم غير مرجح حاليا. وبموجب التفاهم الجديد، تستأنف الصين استيراد فول الصويا الأمريكي وتؤجل حظر تصدير المعادن النادرة لمدة عام تقريبا. كما يتوقع توقيع صفقة "تيك توك"، وإطلاق تعاون مشترك لمكافحة أزمة الفنتانيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق فتح "مسار جديد" يمنح واشنطن وصولا أوسع إلى المعادن النادرة الصينية مقابل زيادة المبيعات الأمريكيةلبكين، في إشارة إلى احتمال تخفيف القيود على تصدير الرقائق المتطورة الخاصة بالذكاء الاصطناعي. كما نوهت بأن الجانب الصيني التزم الحذر في إعلان نتائج المحادثات. ومع أن ما جرى لا يتجاوز هدنة قصيرة، فإن الأسواق رحبت بها كإشارة على استقرار مؤقت وسط توترات اقتصادية طويلة الأمد. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من الهدوء الحالي في العلاقات بين واشنطنوبكين، ترى الولاياتالمتحدة أن من الضروري تقليل اعتمادها على واردات المعادن النادرة من الصين، والتي تدخل في الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. إلى ذلك، فان تأمين مصادر بديلة لهذه المعادن يعد خطوة أساسية لضمان ألا تستخدم الصين هذه الموارد كورقة ضغط في المستقبل. وبحسب تقرير لصندوق النقد الدولي، فإن فك الارتباط التجاري بين واشنطنوبكين يتسارع بوتيرة تفوق أزمة الرسوم الجمركية في عامي 2018 و2019، فيما وصلت الثقة بين القوتين الاقتصاديتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.