وصف بيان صادر من جبهة علماء الأزهر نشر اليوم الأربعاء على موقعها، بعض الكتاب المصريين الذين دافعوا عن إعادة طبع ونشر رواية ألف ليلة وليلة بالمخانيث والسفهاء، حيث شن البيان هجوما شرسا على وزير الثقافة فاروق حسني، متهما الوزارة والوزير بتسميم الأذواق وتشويه كل جميل في الحياة. ففي حلقة جديدة من حلقات الصراع القائم بين المؤسسة الثقافية المصرية وبعض المؤسسات الدينية على خلفية طباعة ونشر كتاب ألف ليلة وليلة التراثي ضمن سلسلة الذخائر، نشرت اليوم الأربعاء جبهة علماء الأزهر على موقعها الإلكتروني، بيانا شديد اللهجة ردا على مقال – ورد في صحيفة الأهرام يوم الاثنين - للدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة، والذي انتقد فيه الجبهة بشدة لموقفها من إعادة نشر وطباعة "ألف ليلة وليلة". وجاء البيان تحت عنوان "إلى وزير الثقافة الذي لم يجد في غير السفهاء أعوانا وأنصارا" ليقول إن وزارة الثقافة "أرسلت بسفيهها ليكتب في صحيفة الأهرام داعيا إلى نشر الخنا، معلنا تقديسه لجريمة سفاح المحارم مطالبا بنشرها، ثم أباحت له نفسه الوضيعة التطاول على علماء الملة وتحقير الغيارى على الفضيلة من كبار المحامين وذوي الأقدار العالية [الأهرام 7 من يونيو]، في أسلوب أرفع ما يوصف به صاحبه أنه سفيه من زمرة وصبيان الذين قال فيهم الحق جل جلاله (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يشعرون)، فكيف إذا ضم هذا السفيه إلى سفاهته التي بها عُرف، وإلحاده الذي به اشتهر، إذا ضم إلى نقائصه تلك، دعواته الفاجرة التي لا تخرج عن كونها (تبرُّزا) تبرز بها على الأمة من فمه، واحد من سفهاء هذا الوزير باسم الثقافة، تلك الثقافة التي ارتضوها لأنفسهم ملاذا فظلموا بها كل ثقافة؛ وكانوا بذلك على الدرب الدنس الذي به عرفوا وإليه انتسبوا من لزوم أردية الزور والبهتان، والعمالة الرخيصة التي صارت معلما من معالم عهدهم، هذا العهد الذي أصبح فيه للمواخير سدنة بتلك الوزارة". وواصل البيان هجومه على فاروق حسني موجها الحديث إليه "يا أيها الوزير: لو أن غيرك هو الذي اصطنع السفهاء لتسليطهم على الفضيلة وأهلها، والجبهة وأعلامها، والقانون وسدنته؛ لقلنا له ما قاله الناصحون لمثلك أصحاب المناصب في أزماتهم"، إنك إذا اصطنعت سفيها يسافه عنك فاحذره لليوم الذي لا يكون سفيها إلا عليك" لكن ما حيلتنا مع من لا لحم له سمين ليقضم ولا مجد عنده شريف ليُهدم؟. ألا فليعلم وزير "ألف ليلة وليلة" وصبيانه، أن جبهة علماء الأزهر أعلى من أن تطال بسوءات وعذرات المخنثين، وهي كذلك بحمد الله ورضوانه أعز وأغلى من أن تكون تحت سلطان بوَّالٍ أو بوَّالةٍ على أعقابها من إخوانكم الذين يمدون لكم في الغي وأزلامكم (ثم لا يقصرون)". وتختم جبهة علماء الأزهر بيانها بتوعد شديد اللهجة قاسي المفردات قائلة "وأخيرا أيها الوزير: إن لم تمنع مخانيث ألف ليلة وليلة بوزارتك -الذين كانوا ولا يزالون أحد أسباب خراب مصر منذ يونيه 67 وحتى يونيه 2010– إن لم تمنع هؤلاء المخانيث وتكفهم عن الاسترسال في نزواتهم على منابرنا ليكونن منا لك والله حديث وحديث، يجعل من هذا البيان إذ قورن به؛ أو قيس عليه بابا من أبواب التفكه لك أو الثناء عليك، واعلم أن عقل النملة يصور لها ظلامَ الليل جيشا من النمل، فخير لك –على ما بك- أن لا تجعل من نفسك واحدا من هذا الجيش الموهوم، ولتعلم أن أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة، والحمد لله الذي لم يجعل لكم شهرة في غير الرذيلة التي صرتم بها تُعرفون، وبها غدا على ربكم بسوءاتكم هذه المكشوفة تُعرضون و(إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (الأنعام:134)". وانتهى البيان ليفتح بذلك بابا جديدا من الصراع الذي قد يصل إلى ما لا يعلم أحد.