تطمح كل أم أن يتمتع طفلها بعقل وجسم سليم ومعافى، ليتمكن من النجاح في حياته وتحقيق ما يصبو إليه من أمنيات، فمنذ اللحظات الأولى في الحمل وحتى الولادة، تولي السيدات اهتمامًا كبيرًا لصحة أجسادهن، مع الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة من أجل صحة طفلها الجسمانية والذهنية، ولكن أشار الكثير من الخبراء إلى أن ال1000 يوم الأولى في عمرالطفل والتي يطلق عليها "الألف يوم الذهبية" في حياة الطفل، مسئولة عن نمو معظم قدرات الجسم العقلية والجسمانية، فماذا نقصد ب"الألف يوم الذهبية في حياة الطفل"؟، وكيف يمكن استثمارها بأفضل ما يمكن؟، يجيب التقرير التالي على هذه الأسئلة.
-ما هي الألف يوم الذهبية في حياة الطفل؟ تشير إلى حياة الطفل من لحظة الحمل وحتى بلوغه عامين "24 شهرًا")، إذ ينمو ويتطور 80% من دماغه وجسمه وجهازه المناعي بشكل ملحوظ في هذه الفترة، بحسب موقع "pregnancybirth& baby". -أهمية الألف يوم الأولى لنمو دماغ طفلك يبدأ دماغ الطفل بعدد قليل من الخلايا المجهرية، وبحلول عمر السنتين، يتطور المخ ليصبح عضوًا معقدًا يُمكّن الأطفال من تعلم المشي والكلام والقراءة، إلى جانب استعداده لتعلم العمليات المعقدة، مثل الرياضيات والمنطق والتفكير المعقد، وبالرغم من أن هذه التغيرات المعقدة تحدث بسرعة مذهلة، إلا أنها تعتمد على بعضها البعض أيضًا، ما يعني أنه إذا افتقر الدماغ إلى وحدة بناء ضرورية خلال هذه الفترة، مثل الأمن الغذائي أو الأمان أو الحب، فسيُفوّت عملية النمو التي كان من المفترض أن تُنجزها هذه الوحدة، لذا تُعدّ الألف يوم الأولى في حياة الطفل بالغة الأهمية، بحسب "Healthychildren.org" -هل يؤثر التوتر والصدمة النفسية على أول 1000 يوم؟ إذا تعرضت الأم لضغط شديد أثناء الحمل، فقد يتأثر الجهاز العصبي لطفلكِ ونموه، وبالتالي قد يزيد من احتمالية إصابته بمشاكل صحية لاحقًا، بما في ذلك أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب السمنة، وداء السكري . -لماذا يعتبر الحب والأمان مهم للطفل في أول 1000 يوم؟ تعتبرالعلاقات المبنية على الحب والأمان ضرورية لنمو طفلك، إذ يتعلم الطفل من خلالها التفكير والفهم والتواصل، إلى جانب التعبير عن مشاعرهم والتصرف بشكل لائق، ما يؤثر على رؤيتهم للعالم ويساعدهم على الاندماج في المجتمع، لذا فإن التوتر الناتج عن العنف الأسري، يجعل من الصعب على الأم بناء علاقة حب مع أطفالها. -نصائح لاستثمار ال1000 يوم الذهبية في حياة طفلك لنمو - تناولي نظامًا غذائيًا صحيًا أثناء الحمل وبعد الولادة: خلال فترة الحمل، يمكن أن يؤثر وزنكِ وعاداتكِ الحياتية على كيفية تطور عملية التمثيل الغذائي لدى طفلكِ وجهازه المناعي وأعضائه، وقد يؤدي سوء التغذية أثناء الحمل وفي المراحل المبكرة من الحياة إلى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكتة الدماغية لاحقًا. يعد تناول الطعام الصحي وتناول الفيتامينات قبل الولادة من أفضل الأشياء التي يمكن للمرأة الحامل القيام بها للحفاظ على صحة دماغ طفلها. - الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل توفر الرضاعة الطبيعية العناصر الغذائية وعوامل النمو وأنواعًا خاصة من العناصر غير موجودة في الحليب الصناعي، لذا تُوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال "AAP" بالرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الأولى من الولادة، ولمدة عامين أو أكثر. إذا كنت لا تقومين بالرضاعة الطبيعية، أعطي طفلك حليبًا صناعيًا معتمدًا للأطفال، والذي يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الأطفال في الأشهر الستة الأولى من حياتهم ليتمتعوا بنمو دماغي صحي. - تأكدي من أن طفلك يتناول نظامًا غذائيًا صحيًا: في الأيام الألف الأولى، حتى قبل ولادة طفلك، يحتاج الدماغ إلى: سعرات حرارية، وبروتين، وحديد، إلى جانب الزنك، والكولين، وحمض الفوليك، واليود. يحتاج أيضًا طفلك إلى فيتامينات أ، د، ب 6، ب 12، والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة ذات السلسلة الطويلة "الدهون الخاصة الموجودة في حليب الأم والأسماك وبعض المكسرات". -تجنب التدخين والكحول والمخدرات. - أعطي طفلك الكثير من الحب والاهتمام حتى يشعر بالأمان - علمي طفلك في وقت مبكر تشير الأبحاث إلى أن الروابط العصبية تتشكل بوتيرة سريعة في السنوات الأولى من حياة الطفل، متأثرةً بطبيعة التفاعل المتبادل بين الأطفال ووالديهم، مما يرسي أسس التفكير والفهم والسلامة العاطفية. تعد ممارسة العناق والغناء والتحدث واللعب مع الطفل بمجرد ولادته، أنشطة مهمة لتوطيد الروابط بين الأم وابنها، إلى جانب تحفيز نمو الدماغ، بحسب موقع "Shichida Australia".