حزم «الضاحك الباكى» أمره، اختار صناع المسلسل الذى يحكى سيرة الفنان الراحل نجيب الريحانى تأجيل تصويره، وأن يلحق بالعرض فى رمضان من العام القادم، لينتهى بذلك فاصل طويل من الصراع الذى أحاط بهذا العمل، والخلاف بين مؤلفه محمد الغيطى ومخرجه السابق محمد أبوسيف، والذى دعا لجنة فض المنازعات بنقابة السينمائيين للتدخل، وذلك بعد أن تقدم الغيطى بمذكرة يتهم فيها أبوسيف بالتغيير فى النص المتفق عليه والمجاز من الجهات الإنتاجية دون الرجوع إليه، وبعد عدة جلسات فى النقابة انسحب أبوسيف، وتمت الاستعانة بالمخرج عز الدين سعيد ليخوض أولى تجاربه مع الدراما التليفزيونية، بترشيح من قبل المؤلف. وعن هذا الترشيح يقول الغيطى إنه لم يكن يعرف عز الدين سعيد من قبل ولكنه شاهد له مجموعة أفلام روائية قصيرة مستوحاة من أدب نجيب محفوظ، ووجد أنه يجسد شخصية محفوظ فى هذه الأعمال بشاعرية شديدة، وهى الحالة التى كان يبحث عنها للنص الذى كتبه عن نجيب الريحانى. وأشار الغيطى إلى أنه استعان بوثائق كثيرة كى يستلهم شخصية الريحانى الحقيقية بعيدا عن الصورة التى قدمتها أعمالة الفنية، وفى هذا السبيل قرأ 300 كتاب ووثيقة ومخطوط واستعان بعشرات المقالات التى كتبت عن الريحانى والظروف التى أحاطت بأعماله، ومواقفه. وأكد المؤلف أن النص الذى كتبه يحتاج إلى مستوى معين من الرؤية لم يتواصل معه المخرج محمد أبوسيف، ومن هنا أراد أن يضيف للنص ليطوعه لرؤيته، وهى الإضافات التى كان من شأنها أن يفقد العمل هذه الخصوصية ويتحول إلى مجموعة من الحكايات عن سيرة فنان راحل. وأوضح انه يقدم فى مسلسله حالة إنسانية خاصة، وفصولا فى حياة هذا الفنان لا يعرفها الكثيرون عنه، وذكر منها أن العالم من حوله كان ينظر إليه باعتباره فنانا كبيرا يقدم أعمالا عظيمة، وهو الوحيد الذى لا يشعر بعظمة ما يقدمه، ورغم أنه هو الوحيد الذى كان يعمل ويصرف على أسرته، وهو إنسان لا ينفعل بما ينفعل به عامة الناس، ولا يهتم بالأمور التى يراها الناس من حوله كبيرة ولكنه يعيش فى عالمه الخاص. ويحكى الغيطى قصة غريبة فى حياة الريحانى تكشف مدى هذا الاختلاف، حيث كانت هناك قضية ضده ينظرها القضاء فى نجع حمادى، وكان متهما بالسرقة من أحد الأشخاص، وكان لهذه القضية تأثير كبير فى حياته حيث رحل إلى القاهرة هربا من هذه التهمة، ونتيجة لهذه الرحلة أن عمل فى الفن، وبدأ مشواره مع علم الأضواء والنجومية، ورغم طول الفترة التى قضاها هاربا من القضية لم يفرح عندما أخبروه بأن القضاء حكم ببراءته، وتجاوز الأمر وكأنه سمع خبرا يخص شخصا آخر غير مهم بالنسبة له. من جانبه قال المخرج عز الدين سعيد إنه وجد حالة خاصة مع النص الذى كتبه محمد الغيطى، وأنه يمكنه من خلاله تقديم 30 فيلما قصيرا من خلال استخدام تكنيك سينمائى، ومن هنا كان شرطه الوحيد هو التصوير بكاميرات «هاى دفينيشن». أشار سعيد إلى مستوى الرؤية فى النص التى يقول عنها إنها تجعل المؤلف والمخرج يتوحدان مع الشخصية الرئيسية، لأنه لا يحكى تاريخا وإنما يقدم حالة إبداع ويجسد مشاعر المبدع وكيف يفكر وكيف يرى الأشياء والعالم من حوله. وعن ترشحات نجوم العمل يقول عز إنه أتى على المسلسل بعد أن اكتملت عناصره، وتم توقيع عقوده، ومن هنا لم يرشح فريق العمل ولكنه وافق عليه، وقال إنه يؤمن بأن إدارة الممثل هى مسئولية المخرج، وأنه لا ينظر إلى مدى نجومية الممثل، وإنما يريد ممثلا قادرا على تقديم الدور كما يصوره النص. فيما أكد على حسن اختيار الفنان صلاح عبدالله لدور نجيب الريحانى، وقال إن هناك أشياء كثيرة مشتركة بينهما غير الشكل، وأن عبدالله فنان كبير وقادر على تقديم الريحانى بصورة رائعة. وأضاف أن فريق العمل يضم نادية رشاد وأحمد بدير ولطفى لبيب وهادى الجيار ورضا دميان، الفنانة اللبنانية مروة التى ستلعب دور لوسى صديقة بديعة. فيما أشار لظهور عشرات الشخصيات التى تمثل نجوم الفن والمجتمع فى مطلع القرن العشرين فى سياق أحداث المسلسل، وذكر منهم بديعة مصابنى وعزيز عيد، وعلى الكسار، ويوسف وهبى.