اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، برد فعل الشعب المصري على مجزرة إسرائيل التي ارتكبتها أمس بحق قافلة الحرية، وقالت إن النظام المصري تعرض للإحراج على يد إسرائيل. كما أبرزت الصحف عدة أخبار أخرى منها بدء التصويت في انتخابات الشورى الذي تزامن مع أول يوم من العمل بقانون الطوارئ، بالإضافة إلى العناق الحار الذي جمع بين مبارك وبوتفليقة في قمة فرنسا - أفريقيا. غضب شعبي عارم ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن المصريين تظاهروا أمس الاثنين، احتجاجا على القرصنة الإسرائيلية ضد قافلة الحرية التي كان على متنها نشطاء سلميون يحملون مواد إغاثة إلى شعب غزة المحاصر. وطالب المصريون بطرد السفير الإسرائيلي وفتح المعابر مع غزة بينما اكتفت السلطات بالإدانة وتوجيه احتجاج شديد اللهجة إلى السفير الإسرائيلي الذي تم استدعاؤه أمس إلى وزارة الخارجية المصرية. دخلت تركيا خرجت مصر! وفي صحيفة "النهار" اللبنانية كتب أمين قمورية منتقدا رد الفعل المصري المتخاذل تجاه ما حدث أمس لقافلة الحرية. وذكر أن تركيا كانت من حلفاء إسرائيل، كما كانت إيران منذ 30 عاما لكنها أصبحت اليوم طوقا قد يقتل إسرائيل بعد أن كانت متنفسا لها. وأضاف قمورية أن مصر هي التي أصبحت المتنفس الوحيد لإسرائيل بين دول الشرق الأوسط العربية، خاصة بموافقتها على الحصار البري لشعب غزة بالتعاون مع إسرائيل. وفي الوقت الذي دخلت فيه تركيا دائرة الصراع مع إسرائيل، خرجت مصر منها. إسرائيل تحرج النظام السياسي المصري من ناحية أخرى تساءل خالد الشامي في صحيفة "القدس العربي" عن إمكانية تغيير السياسة المصرية الخارجية تجاه معبر رفح بعد أحداث الاثنين الدموية الإسرائيلية ضد قافلة الحرية. وأوضح الشامي أن ما حدث يعد إحراجا علنيا للنظام المصري بسبب غزة. واستبعد احتمال أن تتغير سياسة مصر بعد ما حدث، كون رد الفعل الإسرائيلي يكرس رؤية مصر ويخدمها. فمن الممكن أن تؤكد الخارجية المصرية أن قرار إغلاق المعابر وإنشاء الجدار كان صحيحا إذ أن إسرائيل لم تتورع عن مهاجمة مواطنين أوروبيين بلادهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلفاء لإسرائيل، ولن تتردد إسرائيل في قصف المعبر أو انتهاك السيادة المصرية إذا ما فتحت مصر معابرها مع غزة. وانتقد الشامي استخدام مصر نفس لهجة الإدانة التي استخدمتها فرنسا، رغم أن فتح المعبر كان سيجنب النشطاء المرور بمجزرة أمس، كما كان سيحمي المواطنين الفلسطينيين في غزة من الحصار. وانتقد أيضا العلاقات "الحميمة" التي تربط مصر بالحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وربما كان النظام في مصر يخشى من إغضاب إسرائيل وهو على حافة تغييرات سياسية داخلية كبيرة منذ الآن وحتى انتخابات الرئاسة 2011. انتخابات الشورى تتزامن مع بدء العمل بقانون الطوارئ تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" خبر بدء العمل بقانون الطوارئ اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يبدأ فيه الناخبون بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات الشورى. وبينما تبدأ دوائر الانتخابات في استقبال الناخبين، يسعى الحقوقيون إلى تذكير الحكومة المصرية بالإفراج عن آلاف المعتقلين المحتجزين باسم قانون الطوارئ، لا سيما بعد وعد الحكومة بقصر العمل بقانون الطوارئ على الاتجار بالمخدرات وجرائم الإرهاب فقط لا غير. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من منظمات المجتمع المدني نددت بالإجراءات التعسفية التي ارتكبتها الحكومة والحزب الوطني من تنكيل بالمرشحين الإخوان وتمزيق لافتات انتخابية للمعارضين، بينما ردت مصادر حكومية على تلك الاتهامات، موضحة أن القانون يمنع استخدام شعارات دينية في الدعاية الانتخابية وأن القانون يبيح للمحافظين سلطة مراقبة الدعاية الانتخابية وإزالة ما يرونه مخالفا على نفقة المرشح نفسه. من جانبها، أوضحت صحيفة "الحياة" اللندنية أنه من المقرر أن ينتزع الحزب الوطني أغلبية مقاعد الشورى، في الوقت الذي تنحصر فيه المنافسة في الدوائر التي ترشح فيها ممثلو جماعة الإخوان المسلمين. وذكرت أن مجلس الشورى سلطته استشارية أكثر منها تشريعية، فالأخيرة يختص بها مجلس الشعب فقط، كما أنه يحق لرئيس الجمهورية تعيين ثلث أعضائه على دفعتين: الأولى بعد الانتخابات مباشرة، والثانية مع التجديد النصفي. إيران أيضا تسعى لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية أجرت صحيفة "الشرق الأوسط" حوارا مع رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر قال فيه إن العلاقات بين إيران ومصر مقطوعة منذ 30 عاما بسبب سياسة السلام التي انتهجتها مصر "مع الكيان الصهيوني عام 1979"، متمنيا في الوقت نفسه أن تعود العلاقات بين بلاده ومصر لأن كليهما لديه نفس الأهداف. وأكد السفير مجتبي أماني أن إيران أيضا تسعى لتطبيق الاقتراح المصري بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وهي لا تسعى لامتلاك تلك الأسلحة كما تروج أمريكا وإسرائيل، مؤكدا على أن أي خلاف بين الشيعة والسنة سببه التدخل الأمريكي - الصهيوني لإضعاف الإسلام. مبارك وبوتفليقة يتعانقان ذكرت صحيفة "الراية" القطرية أن الرئيس المصري حسني مبارك تعانق مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل بدء أعمال قمة فرنسا - إفريقيا أمس في أول لقاء لهما بعد الاحتقان الذي تسببت فيه مباراة كرة القدم بين البلدين. مشاكل "السيستم" المصري! وفي صحيفة "القدس العربي" انتقد فراس أبو هلال تصريحات رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف التي قال فيها إن "السيستم" المصري لم يفرز قيادات تستحق أن تتولى الرئاسة بدلا من الرئيس مبارك. وأوضح أبو هلال أن تصريحات نظيف معناها أن نظام مبارك فشل في تحقيق أبسط الإنجازات للشعب المصري، وهو اعتراف ضمني بفشل النظام في حماية استقرار الدولة. وقارن الكاتب بين نيجيريا وبين مصر، فعندما مات الرئيس النيجيري عمر يارادوا حدث انتقال سلمي للسلطة إلى يد نائبه، بينما يعجز "السيستم" المصري عن إيجاد نائب للرئيس منذ 29 عاما. وأكد الكاتب على أن النظام الذي يعترف بفشله في تحقيق أدنى مستوى من الإنجازات طوال 30 عاما، عليه أن يرحل، ربما يمكننا أن نحسب له هذا كإنجازه الوحيد!