جدد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو اتهاماته لسوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود، مستندا إلى تقرير لصحيفة تايمز البريطانية، وقال خلال لقاء جمعه ورئيس الوزراء الايطالى سيلفيو بيرلسكونى إن دمشق سمحت لحزب الله باستخدام قاعدة عسكرية على الأراضى السورية لنقل صواريخ سكود منها إلى لبنان تجنبا لتوجيه الاتهامات لسوريا بأنها تقوم بنقل هذه الصواريخ إلى حزب الله. وكان تقرير لصيحفة تايمز البريطانية قد ذكر أن حزب الله ينقل أسلحة بما فيها صواريخ أرض أرض من مستودعات اسلحة سرية فى سوريا إلى قواعده فى لبنان. مضيفة أنها اطلعت على صور التقطها قمر صناعى لأحد المواقع السرية قرب مدينة عدرا الواقعة شمالى شرق دمشق، وبحسب الصحيفة أظهرت الصور مساكن خاصة لمقاتلين مسلحين ومستودع لتخزين وسائل قتالية وأسطول من الشاحنات معد لنقل أسلحة بما فيها صواريخ أرض أرض إلى قواعد حزب الله فى الأراضى اللبنانية. وفى سياق متصل، فندت مصادر أمنية عربية مطلعة ل«الشروق» المعلومات التى وردت بالتقرير استنادا لأسس فنية تقطع بصعوبة إقدام أى من سوريا أو حزب الله على المغامرة بنقل صورايخ سكود التى تتميز ببصمة عالية من السهل الكشف عنها راداريا، لكن المصادر ذاتها جددت ما نقلته «الشروق» فى منتصف أبريل الماضى، وأكد عليه تقرير صحيفة التايمز من أن إسرائيل سلمت صورا جوية لواشنطن، غير أن المصادر أكدت أن تلك الصور لم تحسم الموقف نظرا لعدم دقتها ولم تؤكد بالمطلق أنها كانت لصورايخ سكود، وأضافت المصادر أنها ربما كانت لصورايخ إم 600، كما لم تتأكد من تواريخ نقلها، وهو ما نقلته «الشروق» عن مصادر أمنية فى منتصف أبريل الماضى. وأكدت المصادر صحة ما نقل بأن إسرائيل كانت تخطط لقصف أهداف سورية وفقا لهذه المزاعم «لكن واشنطن أوقفتها بكل السبل»، وهو ما زعمت الصحيفة أنه تم بدعوى إتاحة الفرصة للمساع الدبلوماسية الامريكية لإقناع دمشق بوقف شحنات الأسلحة إلى حزب الله فى لبنان. وقال مصدر ل«الشروق» «إن تشديد الولاياتالمتحدة على اسرائيل بعدم قصف أهداف فى سوريا كان نابعا من عدم دقة الصور الجوية المقدمة وما ورد لها من خلل على الرغم من أن الرادار بإمكانة التصوير فى ظروف جوية صعبة، وهو ما جعل إسرائيل تترد وتصرح بأنها كانت لصواريخ «إم 600» بعد أن أفادت تقارير بأن حزب الله ليس فى حاجة إلى صواريخ سكاد لوجستيا وميدانيا ولسهولة الكشف عنها». وأوضح أكثر من مصدر أن اسرائيل تستهدف من وراء تسريب تلك المعلومات مناوشة سوريا، ومحاولة الضغط على واشنطن لضرب أهداف فى سوريا، لكنها تحتاج إلى موافقة أمريكية مثلما حدث من قبل فى عامى 2004 عندما ضربت أهداف إدعت اسرائيل بأن مواقع تدريب لجماعة الجهاد الإسلامى غرب دمشق، وفى العام قبل الماضى عندما ضربت موقع نواة مشروع نووى فى البوكمال فى سوريا». وفى سياق ذى صلة قلل رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق الجنرال احتياط دان حالوتس من تهديدات حزب الله بتلك الصواريخ وقال ليس هناك ما يدعو إلى التخوف من تهديد الصواريخ التى يمتلكها حزب الله. «لأن اسرائيل لديها القوة والقدرة على ضرب هذه المنظمة إذا اقتضت الضرورة ذلك». وعلقت المصادر على حديث حالوتس بقولها إن هناك نمطا جديدا لأسلوب التسليح لدى حزب الله الذى يستعين بعقول إيرانية جيدة للغاية، لكنه من الصعب القبول بفكرة نقل الصورايخ من داخل دمشق، إذ إنه من السهل استخدامها من مواقع بالقرب من دمشق إن أردت ذلك، ولن تخشى فى حال الدخول فى مواجهة مع إسرائيل من ضربها بتلك الصورايخ من مواقع قرب حلب، حيث لن تكون فى حاجة إلى نقلها إلى داخل لبنان، وبإمكانها أن تطال ما تريده فى داخل إسرائيل.