زعمت تقارير إسرائيلية أن مجموعة من المسلحين، يُعتقد أنهم ينتمون ل"حزب الله" اللبناني تلقوا تدريبات على استخدام صواريخ "سكود"، في قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري، في وقت سابق من العام الجاري. وفيما أوردت الإذاعة الإسرائيلية أن هذه التقارير تستند إلى صور محدثة بالأقمار الصناعية، نشرها موقع "غوغل إيرث" مؤخرً، لم تتمكن CNN بالعربية من تأكيد هذه التقارير بشكل مستقل، سواء من جانب قيادة الحزب اللبناني، أو من المسؤولين في دمشق. وقالت إذاعة "صوت إسرائيل" إن الصور تكشف عن قاعدة صواريخ أرض - أرض، من طراز "سكود"، تابعة للجيش السوري، في بلدة "عدرة"، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من دمشق، يظهر فيها مقاتلون، يُعتقد أنهم من حزب الله، يتدربون على استخدام تلك الصواريخ. كما أوردت نقلاً عن صحيفة "هآرتس" أن موعد التقاط هذه الصور يعود إلى 22 مارس/ آذار الماضي، واعتبرت أن هذا الموعد "يثير الشبهة"، مشيرةً إلى أن أنباء ترددت في وسائل إعلام مختلفة بعد هذا الموعد بحوالي ثلاثة أسابيع، تتحدث عن نقل شحنات من هذه الصواريخ من سوريا إلى لبنان. كما أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى تقرير لصحيفة "الرأي" الكويتية، في أبريل/ نيسان الماضي، أشار إلى قيام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود، وبعد شهر ذكرت "هآرتس"، في تقرير آخر، أن سوريا نقلت إلى حزب الله أيضاً صواريخ "دقيقة التوجيه"، من طراز "M-600"، يبلغ مداها 300 كيلومتراً. وفي أواخر مايو/ أيار الماضي، تحدثت صحيفة "تايمز" البريطانية عن انطلاق شحنات الصواريخ، وغيرها من الوسائل القتالية، بحسب ما أورد الراديو الإسرائيلي على موقعه، من قاعدة "عدرة"، قرب دمشق إلى حزب الله في لبنان. ونسبت الصحيفة اللندنية إلى مصادر أمنية، لم تفصح عن هويتها، أن إيران تنقل صواريخ ووسائل قتالية أخرى عبر مطار دمشق الدولي، الواقع قرب القاعدة العسكرية، ويقوم أسطول من الشاحنات بنقل هذه الوسائل إلى الحدود اللبنانية، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً، ومن ثم نقلها إلى جنوب لبنان. وبحسب تقرير نشرته "هآرتس" الجمعة، فإن الصور التي يعرضها برنامج "غوغل إيرث" تظهر خمسة صواريخ في قاعدة "عدرة"، يبلغ طولها نحو 11 متراً، أي مثل طول صواريخ "سكود بي"، و"سكود سي." كما يمكن، وفق التقرير، مشاهدة ثلاثة صواريخ محمولة على شاحنات، وصاروخين إضافيين في وسط ساحة تدريبات باتجاه الشرق، حيث يمكن رصد ما بين 20 و25 شخصاً، ونحو 20 آلية، كما تظهر الصور أحد هذين الصاروخين مركّباً على ما يبدو كأنه منصة إطلاق متنقلة، وصاروخاً ثالثاً موضوعاً على الأرض. كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، بحسب الراديو، إلى أن الصور تكشف أيضاً أعمال بناء واسعة، ونشاطاً تدريبياً في عدة قواعد عسكرية في أنحاء سوريا، بينها قاعدة "عدرة"، التي تعتبر إحدى القواعد الصاروخية الرئيسية الثلاث في سوريا. وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد أشار في وقت سباق، إلى أن حزب الله نجح في تطوير ترسانته من الصواريخ المتوسطة المدى، وبات بالتالي قادراً على استهداف معظم مناطق إسرائيل في حال وقوع أي مواجهة عسكرية معه في المستقبل. ووفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن "حزب الله" غير معني بمواجهة شاملة مع إسرائيل، ولكنه يخشى هذه المواجهة ويستعد لها، ولا يزال يتعهد علناً بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
