زعمت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن مصر من المحتمل ألا تكون مستعدة إلى الديمقراطية، حتى وإن دفعت بعض الجماعات المعارضة في اتجاه إجراء انتخابات نزيهة بشكل معقول، إذ رأت أنها لن تدوم. وقالت الصحيفة على لسان كاتبها (الذي رفض الإفصاح عن هويته الحقيقية واستخدم اسما مستعارا حفاظا على سلامته) إن الجميع يعرف أن الديمقراطية تأتي حينما يفهم المطالبون بها العناصر الأساسية للنموذج الديمقراطي، وأيضا حينما يمكنهم ممارستها دون إبداء أحكام مسبقة. ولفتت إلى قول محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق والمرشح الشعبي للرئاسة، إن مصر متعطشة إلى التغيير، مدعية أن التغيير من أجل التغيير كان موضوعا متكررا في مصر منذ زمن طويل، وأن الثورة الثقافية الدينية التي ولدت في منتصف الخمسينيات تستعد الآن إلى قيادة الدفة، وكل ما تحتاجه هو البرادعي الذي رأت فيه الحافز. وزعمت الصحيفة أن بعض المراقبين يتساءلون عن كيف سيتمكن البرادعي من التوفيق بين الإسلام الأصولي والديمقراطية، مدعية أنه يجري مكالمات مع جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفتها بأنها أكبر وأغنى جماعة معارضة في مصر. وتابعت الصحيفة أن البرادعي لن تكون لديه أي فرصة للنجاح بدون دعم الإخوان، وأيضا في ظل ظروف مصر الحالية التي تجعلها أشبه بصندوق بارود، كما أن شعبية البرادعي تجعله جذابا للإخوان كوسيلة لإشعال ذلك البارود. وأكدت الصحيفة أن شعبية البرادعي تنبع من مصادر مختلفة، منها دوره كأداة للتغيير مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإيرانية في 1979 وسياسة الخارجية من خلال الوقوف وجها لوجه مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل.