أكد مدير الإعلام العسكري الأردني العميد مصطفى الحياري، الأحد، أن بلاده اختارت النأي بنفسها عن الصراع الإيراني الإسرائيلي، معتبرا أن انتهاك مجالها الجوي محاولة لجرها إليه. وقال الحياري لتلفزيون "المملكة" الرسمي: "منطقة الشرق الأوسط تشهد العديد من مشاريع تسابق النفوذ، وصل اثنين منهما إلى مرحلة الصدام العسكري، وهو الأمر الذي يتجلى حاليا بين إسرائيل وإيران". وأضاف أن "الأردن اختار النأي بنفسه عن هذا التصعيد، وعدم الانخراط في الصراع الإيراني الإسرائيلي". ولفت إلى أن ملك الأردن عبد الله الثاني أكد مرارا أن "الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه". الحياري اعتبر تابع انتهاك المجال الجوي لمملكة، خلال المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، هو "محاولة لجرّ الأردن للصراع". وأشار إلى أن "القوات المسلحة رفعت منذ البداية الجاهزية، واعترضت الطائرات المسيرة والصواريخ التي تخترق المجال الجوي الأردني". وتابع: "سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي تراقب على مدار الساعة، أي تهديد في الأجواء الأردنية". واستدرك: لكن "المسيرات والصواريخ تعمل بتوجيه إلكتروني؛ مما يعرضها للتشويش؛ وبالتالي قد تصطدم بأهداف مدنية". وشدد على أن "الأردن يسقط الطائرات المسيرة والصواريخ التي تنهتك المجال الجوي الأردني، وهذا أمر سيادي". ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي الراهن على إيران، أغلق الأردن مجاله الجوي أكثر من مرة، وأعلن اعتراض "أجسام جوية" في سماء المملكة. وبدعم ضمني من الولاياتالمتحدة، بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، قصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 128 قتيلا و900 جريح. ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بسلسلة هجمات بصاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلف حتى صباح الأحد نحو 14 قتيلا و345 مصابا، وأضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري. وحسب وسائل إعلام عبرية، تفرض إسرائيل تعتيما إعلاميا عبر رقابة عسكرية مشددة على ما يتم نشره بشأن الخسائر البشرية والمادية جراء الرد الإيراني. وتعتبر تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.