في إطار رسالتها الثقافية والدبلوماسية، أطلقت الأكاديمية المصرية للفنون في روما، برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، مبادرة جديدة تحت عنوان "الجوار الأكاديمي"، بالتعاون مع الأكاديمية البلجيكية المجاورة، في خطوة تعكس روح الانفتاح والتلاقي بين الثقافات. وتسعى المبادرة إلى توطيد العلاقات الأكاديمية والثقافية بين الأكاديمية المصرية ونظيراتها الأوروبية، عبر تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة تسلط الضوء على الجوانب التاريخية والمعمارية والفنية التي تربط مصر بأوروبا. وجاءت أولى ثمار المبادرة بمحاضرة متميزة استضافتها الأكاديمية البلجيكية، ألقاها الباحث شريف السباعي، المتخصص في التاريخ المعماري، وتناول فيها قصة تأسيس مدينة "هليوبوليس" (مصر الجديدة) على يد البارون البلجيكي إدوار إمبان في مطلع القرن العشرين، باعتبارها نموذجًا فريدًا لتلاقي الرؤية الأوروبية بالتقاليد الشرقية. استعرض السباعي في محاضرته كيف تحولت "هليوبوليس" إلى رمز للتقدم والتعددية والحداثة، من خلال تخطيطها المعماري المبتكر، وفي القلب منها "قصر البارون" بطرازه الهندي اللافت، الذي لا يزال يثير الإعجاب حتى اليوم. كما ربط الباحث بين حلم "هليوبوليس" التاريخي وبين مشروع "العاصمة الإدارية الجديدة"، باعتباره امتدادًا لرؤية مصرية معاصرة لبناء مدن تنبع من قلب الصحراء، ضمن مشروع "الجمهورية الجديدة" بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكدت الدكتورة رانيا يحيى أن المبادرة تأتي في إطار دعم الأكاديمية للمثقفين والباحثين المصريين بالخارج، وتعزيز الحضور الثقافي المصري في المحافل الدولية، عبر أدوات ناعمة كالتاريخ والفن والعمارة. وفي ختام الفعالية، كرمت الدكتورة رانيا يحيى بتكريم مديرة الأكاديمية البلجيكية، البروفيسورة سيسيل إيفرس، بمنحها درع الأكاديمية وشهادة تقدير، تقديرًا لدورها في إنجاح التعاون المشترك.