• ارتفاع متوسط أعمار النساء في مصر ل73 عاما.. و74% من الوفيات حول العالم ناتجة عن أمراض غير معدية • زيادة ميزانية الطب الوقائي بدلا من الاعتماد بشكل كامل علي العلاج • إعطاء 65 مليون جرعة تطعيمات سنويا لحديثي الولادة وطلاب المدارس
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، أهمية برامج التحصين القومية في تعزيز الصحة العامة ورفع متوسط أعمار المواطنين في مصر، لافتا إلى ارتفاع متوسط أعمار النساء في مصر إلى 73 عاما، مع إمكانية استمرار زيادة هذا المعدل من خلال تعزيز الطب الوقائي وتطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية. جاء ذلك خلال احتفالية نظمتها وزارة الصحة والسكان للاحتفال بإنجاز مصر في كونها أول دولة في منطقة إقليم شرق المتوسط تحقق الهدف الإقليمي للسيطرة على التهاب الكبد الوبائي (B). وأوضح عبدالغفار، أن هناك دراسة واسعة أصدرتها منظمة الصحة العالمية عام 2024 أظهرت أن حوالي 74% من الوفيات حول العالم ناتجة عن أمراض غير معدية مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة. وأضاف الوزير أن الاستثمار في البرامج الوقائية والكشف المبكر يمكن أن يوفر للاقتصاد العالمي ما يزيد عن 7 تريليونات دولار من تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام 2030. وشدد على أهمية الاستمرار في دعم برامج التطعيم الموسعة، موضحا أن التأثير الإيجابي لهذه الإجراءات لا يقتصر على الحد من انتشار الأمراض فحسب، بل يمتد أيضا إلى تقليص النفقات الضخمة الناتجة عن علاج الأمراض المزمنة، مما يساعد في التخفيف من العبء الاقتصادي على الدولة والمنظومة الصحية. وقال وزير الصحة، إن هناك تحولا في السياسات الصحية بمصر خلال العامين الماضيين، حيث يتم التركيز بشكل أكبر على الطب الوقائي بدلا من الاعتماد الكامل على العلاج، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى تقليل معدلات الوفيات، وزيادة متوسط الأعمار، وتقليل نسب الإصابة بالأمراض المزمنة والمعدية. وأوضح، أن الطب الوقائي يحصل على حصة أكبر من الميزانية العامة للصحة، بعدما كان العلاج والدواء يستحوذان على النصيب الأكبر من الإنفاق الصحي، وهو ما يمثل تغيرا جوهريا في توجهات الدولة الصحية. وأشار إلى الإنجاز الذي تحقق بإعلان مصر أول دولة في إقليم شرق المتوسط تحافظ علي تحقيق الهدف الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للسيطرة على فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (B) هو نتيجة جهود متراكمة عبر سنوات طويلة، شارك فيها العاملين في القطاع الصحي، وليست نتيجة عمل فردي أو مجموعة واحدة. وأضاف عبدالغفار أن هناك علاقة وثيقة بين التطعيمات وتحسين الصحة العامة للأطفال، مؤكدا أن الوقاية من الأمراض تبدأ من مرحلة الطفولة، عبر البرنامج القومي الموسع للتطعيمات، والذي يعتمد على تكاتف المجتمع ومؤسساته لضمان نجاحه. كما لفت إلى أن 80% من الأمراض غير السارية، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والجلطات وبعض أنواع الأورام، يمكن الوقاية منها عن طريق تغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، مع أهمية التوعية المجتمعية بهذه القضايا. وقال الوزير إنه في وقت سابق كان بعض الأطباء يخشون من العدوى الفيروسية خلال العمليات الجراحية، أما اليوم فنحن نعمل على توطين صناعة اللقاحات، وربط قواعد البيانات الخاصة بالمواليد والوفيات لتعزيز منظومة الترصد والتدخل المبكر. وأكد أن السياسة العامة للدولة أصبحت قائمة على ثلاثة محاور رئيسية وهي الوقاية من الأمراض قبل حدوثها، والعلاج في حال ظهور المرض، والتنبؤ بالأمراض قبل تفشيها، وهي خطوات أساسية لبناء نظام صحي مستدام. وقال الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، أن الوزارة تواصل جهودها لتوفير التطعيمات اللازمة للأطفال والفئات المستهدفة، بالتوازي مع تطوير منظومة متكاملة لرصد اتجاهات المرض. وأشار قنديل إلى النجاح في القضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية، مما ساهم في منح مصر شهادة السيطرة على فيروس B للأطفال تحت سن 15 عاما. وأضاف نائب الوزير أن الوزارة قامت بإنشاء سلاسل إمداد فعالة لضمان وصول التطعيمات بشكل آمن وفعال لجميع المواطنين، مشددا على أهمية التعاون المجتمعي في هذا السياق. ولفت قنديل الي أنه تم إدخال نظام التحول الرقمي في مكاتب الصحة، حيث يتم إرسال رسائل نصية للوالدين بمواعيد التطعيمات قبل 48 ساعة من موعدها. وتابع نائب الوزير أنه هناك 5300 نقطة تطعيم في جميع أنحاء البلاد، حيث يتم إعطاء 65 مليون جرعة سنويا تشمل حديثي الولادة وطلاب المدارس، بالإضافة إلى توفير التطعيمات للفئات عالية الخطورة ومرضى الغسيل الكلوي واللاجئين. وأكد الدكتور قنديل أن البرنامج الموسع للتطعيمات، الذي بدأ العمل به منذ عام 2014، ألزم بتطعيم جميع الأطفال ضد فيروس B مجانا فور الولادة، مما يعكس التزام الوزارة بتحقيق أهداف الصحة العامة والتنمية المستدامة.