بحسب الجمعية الأمريكية للسكتات الدماغية، يعاني نحو 30% من الناجين من السكتات من فقدان جزئي للبصر. وحتى الآن، كانت علاجات العمى النصفي، مثل استخدام المناشير وتدريب حركة العين، محدودة، مما يضطر العديد من المرضى إلى التوقف عن العمل، ويجعل المشي خطرًا لعدم قدرتهم على رؤية العوائق من أحد الجانبين. وقد أفادت دراسة نُشرت حديثًا في مجلة طب أمراض العيون العصبية بأن فريقًا من جامعة "ألبرتا" الكندية طوّر نوعًا من النظارات الذكية يمكّن الأشخاص الذين فقدوا جزءًا من قدرتهم على الرؤية بسبب سكتة دماغية أو إصابة دماغية أخرى من استعادة جزئية للرؤية. النظارات تدمج بين الواقع الحقيقي والافتراضي والمعزز وأوضحت الدراسة أن التطبيق الجديد، الذي يعتمد على تطوير ما يُعرف ب"نظارات الواقع المختلط"، يتيح لكاميرا حاسوبية مثبّتة على الرأس معالجة آنية لمقاطع الفيديو التي تصف المحيط الذي يوجد فيه المريض، مع ضبط البيئة البصرية في مجال الرؤية السليم. وبالتالي، تستطيع نظارات الواقع المختلط عرض معظم مجال الرؤية ولكن بوضع مختلف وببعض التصغير. كما تعكس تقنيات الواقع المختلط تجارب رقمية يحصل عليها المستخدم عبر النظارة الذكية، بحيث يمكن لهذا النوع من النظارات الدمج بين الواقع الحقيقي للمستخدم والعناصر الافتراضية والمعززة. خطوة نحو مزيد من التحسينات أطلق إدسل إنج، رئيس قسم طب العيون وعلوم البصر ورئيس المشروع البحثي، في بيان نُشر الإثنين على موقع الجامعة، على الاختراع اسم "التنقل بين الصور"، وقد شارك الكود المصدري مجانًا في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا كإثبات للمفهوم، على أمل أن يستخدمه المبرمجون والمرضى لتخصيص النظارات بشكل أكبر أو تطويرها كمنتج تجاري. وتُعد هذه النظارات خطوة نحو تحقيق مزيد من التحسينات في مجال إعادة التأهيل البصري، حيث يعتزم فريق البحث مواصلة تطوير هذه التقنية، مما يعكس التزامًا مستمرًا بخلق حلول مبتكرة تخدم المجتمع. ويعمل البرنامج مع نظارات الواقع المختلط "مايكروسوفت هولولنس 2"، التي تُباع بحوالي 6000 دولار كندي. وعلى عكس نظارات الواقع الافتراضي، التي تغطي العينين بالكامل والمخصصة للألعاب، يُمكن للمريض الرؤية من خلالها، كما يمكنه رؤية صور مركّبة من الكاميرا. معاناة مرضى العمى النصفي اختبر الباحثون النموذج الأولي على خمسة مرضى، وكان متوسط تقييمهم لمدى فائدة النظارات 74.3%. ومن بينهم شخص يُدعى "غلين كالفرلي" البالغ من العمر 57 عامًا، الذي سرد معاناته مع العمى النصفي في تصريح لموقع الجامعة، حيث استغرق بعض الوقت ليُدرك أنه أصيب بسكتة دماغية. كان الأمر أشبه بصداع شديد لا يزول، لكنه لاحظ بعد ذلك أن بصره قد تغير بشكل كبير، وأدرك أن هناك خطبًا ما. وبعد عام ونصف، لم يعد يرى الألوان جيدًا، ويرى بقعًا غير موجودة. ويقول كالفرلي: "إذا كنت جالسًا أشاهد التلفاز ودخلت القطة الغرفة، فلن أراها، لأنني لا أرى بطرف عيني. وقد أسير على الرصيف وأصطدم بلوحة إرشادية لأنني لا أراها". ماذا يعني "العمى النصفي الجزئي"؟ بحسب موقع "ميديكال بريس"، هو فقدان نصف مجال الرؤية في كلتا العينين، ولا يعود ذلك إلى تلف في العين، بل إلى تلف في مسارات الدماغ المسؤولة عن الرؤية. فعلى سبيل المثال، إذا تضررت الألياف البصرية في نصف الكرة المخية الأيمن، تضعف الرؤية المحيطية في الجانب الأيسر من كلتا العينين. علامات تحذيرية للسكتة الدماغية التي تؤثر على العين بحسب شبكة "ساينس إكس"، يجب على الشخص أن يشعر بالقلق إذا ظهرت عليه أعراض مثل: فقدان مؤقت للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، فقدان مفاجئ وشديد للرؤية، مناطق مفقودة في المجال المحيط، فقدان الرؤية الطرفية في الجانب الأيمن أو الأيسر، رؤية مزدوجة، أو أعراض الدوخة، بالإضافة إلى حركات عين سريعة. وكلها مؤشرات تستدعي زيارة الطبيب وعدم التراخي في العلاج.