يوافق العاشر من شهر مايو كل عام اليوم العالمى للطيور المهاجرة، ومن المؤكد أن نشاط سياحة مراقبة الطيور فى صعود سريع جدا وأن مزاوليه يتضاعفون عاما بعد عام على مستوى العالم لما يحققه من متعة التنقل بين مناطق ذات طبيعة نائية خلابة ومناظر جميلة وسط غابات وجزر وتضاريس معزولة وجبال، فقط للاستمتاع بمراقبة الطيور وسماع تغريداتها. تصوير طيور العالم المقيمة والمهاجرة ذات الألوان الرائعة والأشكال والأحجام هى هواية تحقق متعة المغامرة والمنافسة والراحة وتشكل ذكريات لا تنسى. هناك إحصائية صدرت بالولاياتالمتحدةالأمريكية أواخر عام 1989 أثبتت أن عدد هواة مراقبة الطيور وقتها بلغ 61 مليون أمريكى، وأنه فى عام 2006 حققت هذه السياحة للدخل القومى الأمريكى 36 مليار دولار، وأكرر مليار، وأن ما يوازى من 20٪ من الشعب الأمريكى أصبح يمارس هذه السياحة.. فعلى سبيل المثال محمية كورشينيتى على بحيرة مانياس بتركيا والتى تجذب طيور العالم حققت دخلا فى عام واحد بلغ 103,320,074 دولارا أمريكيا من هواة سياحة مراقبة الطيور وهو دخل يتزايد عاما بعد عام. تنظيم برامج سياحة مراقبة الطيور بمرشدين متخصصين أصبح يحقق مكاسب هائلة تخصصت فيها عدد 127 شركة دولية تنظم رحلات على مستوى العالم بإمكانيات بالغة التطور والتكنولوجيا. الدول الجاذبة لهذا النشاط تقوم بتجهيز محمياتها والمقاصد المعروفة بطيورها المقيمة أو الزائرة أثناء هجرتها السنوية بأبراج المراقبة، وبالخنادق المجهزة بالمزاغل التى تسمح بمراقبة الطيور وتصويرها دون إزعاج، وبمراكز الزوار الشاملة مطبوعات وخرائط وكتب تحتوى على كامل المعلومات الخاصة بطيور الموقع وكامل الخدمات الأساسية الداعمة لهذا النشاط من دورات مياه ومطاعم وموتيلات… إلخ. المرشد المتخصص والعليم بهذا المجال تتخاطفه شركات السياحة ويحقق دخلا ممتازا، فالإحصائيات الدولية تؤكد انتشار هذه السياحة بشكل هائل ببريطانيا وهولندا والدنمارك وأيرلندا وفنلندا والسويد، وأنه تم تسجيل مجموعة مكونة من 2500 سائح سافروا من لندن إلى مقاطعة كنت للاستمتاع بمراقبة طائر واحد فقط مهاجر ذى أجنحة ذهبية قادم من شمال الولاياتالمتحدةالأمريكية، وممارسة هذه السياحة تفرض على ممارسها امتلاك مفكرة يسجل فيها بالتفصيل مشاهداته (اسم الطائر المكان التاريخ..) ليسجل ويثبت كل هذه المعلومات باسمه فى النادى أو الجمعية التى يتبعها والمتخصصة فى هذا المجال فقط، مما يحقق متعة المنافسة مع باقى أعضاء النادى أو الجمعية، كما أن ممارسى هذه السياحة يناهضون بشراسة صيد وقتل الطيور ويدعمون حمايتها والحفاظ عليها بكامل إمكانياتهم. أنشط فترات مراقبة الطيور تكون فى الربيع والخريف عندما تقلع ملايين الطيور فى هجرتها السنوية هربا من الصقيع بحثا عن الدفء فتتزاوج ثم تعود لأوطانها محملة بالبيض عندما يتحول المناخ للدفء، فكل عام تنطلق الطيور المهاجرة فى رحلة عبر محيطات وجبال وأراضى العالم محلقة فى نفس الممرات والتى تعرف بمسارات الطيور المهاجرة، تعبر خلالها أعداد ضخمة من أنواع الطيور المختلفة والمتنوعة لتمثل واحدة من أروع وأهم الأصول والثروات التى يتكون منها التراث الطبيعى فى العالم، وهى هجرة تعتمد على سلسلة من المواقع الحيوية تهبط فيها من أجل التكاثر والراحة وقضاء فصل الشتاء. تم اختيار ثمانى محميات على مستوى العالم للبدء فى تطبيق وتفعيل منظومة مشروع» مسارات هجرة الطيور بالمقاصد« هي: (بحر وادن بألمانيا، دجودج الوطنية بالسنغال، رأس محمد فى مصر) ملحوظة: عند بلوغ أسراب الطيور المهاجرة القادمة من سماوات الأردن وإسرائيل وسماء سيناء نظرا لأعدادها الهائلة وهى تحوم بوقار وهدوء فهى تحجب قرص الشمس نهارا من كثافتها وبعد الراحة لعدة أيام بمحمية رأس محمد وغرب شرم الشيخ تقلع متجهة للجنوب الغربى؛ حيث تحلق أعلى سواحل محافظة البحر الأحمر من غرب الجونة حتى حلايب، خلالها تهبط عدة مرات وبأعداد كثيفة للراحة والتقاط الطعام فى مشهد مذهل الجمال،(بحيرة ناترون بتنزانيا، كروجالزهن بكازاخستان، وبحيرة شيليكا بالهند، نهر سيسهيون بكوريا، شونمينج بالصين)، سيتم الدعم المادى والفنى لهذه المواقع حتى يتم تنفيذ المقترح بشكل كامل بالتعاون مع الأطراف المعنية الرئيسية خلال 3-5 سنوات مع تطبيق الرقابة الفعالة وآليات تبادل الخبرات والدروس المستفادة بين المواقع الثمانية، وهو ما سيحقق فوائد مادية كبيرة لدول هذه المواقع وعلى الأخص المجتمعات المحلية، مما يشكل حماية فعالة لطيور العالم. للعلم قانون البيئة المصرى لا يسمح إلا بصيد 21 نوعا فقط من أصل 500 نوع من الطيور البرية والمهاجرة فى مصر، كما أنه يسمح بالصيد فى فصلى الصيف والشتاء فقط ولا يسمح بالصيد فى موسم عودة الطيور المهاجرة فى فصل الربيع. مطلوب تعاون محافظ جنوبسيناء مع مسئولى البيئة والمجتمعات المحلية لتفعيل حملة توعية وتعليم بالمردود الاقتصادى والاجتماعى فى حالة تفعيل مشروع منظمة السياحة العالمية حيال الموقع المختار بمحمية رأس محمد وشرم الشيخ، والتنسيق مع المحافظات الواقعة على مسارات هجرة الطيور لتفعيل نفس المطلوب من محافظة جنوبسيناء، والتنسيق مع كليات العلوم والسياحة لإعداد جيل من المرشدين السياحيين فى مجال وتخصص مراقبة الطيور على أن تبدأ شركات السياحة الإعداد والتجهيز لهذا النشاط السياحى الجديد على مصر، وقيام جهاز شئون البيئة بإعداد وتجهيز المحميات الواقعة على مسار هجرة الطيور بكل الخدمات والتجهيزات المطلوبة لنشاط سياحة مراقبة الطيور.