قال القيادى والمتحدث باسم الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية «جامع» الدكتور عبدالله الحافظ فى حوار هاتفى مع «الشروق» من بغداد إن الجبهة تريد عراقا حرا مستقرا يعيش ضمن منظومته العربية الإسلامية التى ولد فيها، مشيرا إلى أن إيران ستكون لها الغلبة بعد الخروج الأمريكى وهى تريد كسر الحاجز الأمامى للأمن القومى العربى مما يدفع المقاومة لتكون حائط الصد لهذا المشروع. وحول الموقف من العملية السياسية العراقية بعد الانتخابات يقول الحافظ إن «العملية السياسية هى نتاج الاحتلال ومشروعه، والأحزاب القائمة صنيعة الاحتلال وإيران وهى أحزاب طائفية بنيت على أساس المحاصصة الطائفية فى العملية السياسية وجاءت بروح الانتقام والثأر، وما شهدناه فى المثنى والسجون السرية الأخرى التى قامت بها الحكومة شاهد عيان على ذلك». وتعتبر «جامع» أحد فصائل المقاومة الإسلامية وهى تيار وسطى معتدل خرج بعد الاحتلال ولملم صفوفه وأعلن عن نفسه فى نهاية مايو عام 2004، وهو أول فصيل أعلن عن نفسه بجناحيه السياسى «الجبهة» والعسكرى باسم «كتائب صلاح الدين الأيوبى»، وتنصهر فيه جميع المكونات العراقية، وهو جزء من المجلس السياسى الذى يضم أكبر أربعة فصائل هى جامع والجبهة وحماس العراق وأنصار السنة. واعتبر الحافظ أن المجموعة السنية التى شاركت فى العملية السياسية أرادت التغيير من الداخل وأن توقف الزحف الطائفى للأحزاب لكنها لم تصل إلى المستوى الذى وعدت به جماهيرها السنة. وقال إن المكتب السياسى للفصائل لم يشارك فى الانتخابات الأخيرة، «لكننا قلنا إننا لن نستهدف مقارها، ولن نسمح بإراقة الدماء فيها». وقال الحافظ إن «هناك عمقا عربيا وإسلاميا يساند ويدعم المقاومة بكل فصائلها، لكن مشكلتنا أن دول الجوار العربى لم تجتمع على مشروع تأتى به إلى العراق لإنقاذه، بدلا من الدور الرسمى المتفرج، ولهذا نحن نحتاج عمقنا العربى والإسلامى فى قضية الدفع بمشروع عربى إسلامى لإخراج العراق مما عليه الآن من الاحتلال الأمريكى والنفوذ الإيرانى الواسع لأن بقاء الوضع فى العراق على هذه الصورة سوف يجر الجميع إلى الفوضى. وقال إن المقاومة تحرص على الوجود العربى فى العراق ولا تستهدف الدبلوماسيات العربية، لكن «نتمنى من تلك الدبلوماسيات أن تنقل الصورة الحقيقة عما يجرى فى العراق، وألا تحرص على شراكة اقتصادية فقط». وأوضح أن «إيران تريد السيطرة على العراق وصبغه طائفيا وتحويله إلى حديقة خلفية لكسر الحاجز الأمامى للأمن القومى العربى، ونحن سنمثل حائط الصد المانع ضد المشروعين، لأننا نريد عراقا حرا مستقرا يعيش ضمن منظومته العربية الإسلامية التى ولد فيها». ويرى الحافظ أن «شيعة العراق هم جزء منه ونريد الشراكة معهم لبناء عراق مستقل من دون تمييز طائفى، ونحن نفرق بين عوام الشيعة وبين الميليشيات المسلحة».وفيما يتعلق بالموقف من القوى البعثية والإسلامية الأخرى، يقول الحافظ إن لمجلس المقاومة علاقات طيبة مع بقية الفصائل التى تنتهج العمل المقاوم أو التى تعرف بفصائل التخويل، لكنه هاجم عزت الدورى نائب الرئيس العراقى السابق صدام حسين. وقال: «عزت الدورى بعثى علمانى جاء من رحم حكم دام أكثر من 35 سنة ووقع فى اخطاء كبيرة جرت البلد إلى نكبات وويلات». وحول موقفه من تنظيم العراق الذى اعلن دولة العراق الاسلامية، يقول الحافظ: «رفضناه مطلقا وذلك لعاملين، الأول أن الدولة محتلة، ولا يمكن إعلان الدولة إلا بتحقيق مقومات الدولة وإخراج الاحتلال، والعامل الثانى أن إعلان دولة إسلامية هو مبرر لمكونات عراقية أخرى مثل الأكراد والشيعة، وهو أمر نرفضه».وأضاف: «كما اننا رفضنا دولة العراق الإسلامية لرفضنا البيعة لأمير مجهول وغائب وإلا أصبحنا نقول بما الشيعة الإمامية بوجود بيعة الإمام الغائب». وحول إمكانية العودة للمفاوضات التى بدأت العام الماضى مع الأمريكان بوساطة تركية ثم توقفت، قال الحافظ: المفاوضات انهارت بسرعة، بسبب المراوغة الأمريكية حيث كانوا يريدون بعض الشروط المجحفة ومنها إلقاء السلاح قبل الخروج وليس بعده، فى المقابل نحن قدمنا 10 مطالب منها الاعتراف بالمقاومة والاعتذار للشعب العراقى عن الاحتلال وإطلاق سراح المعتقلين وتعويض المتضررين وإلغاء الدستور وتصحيح الأوضاع، لكن لم تحدث اتصالات جديدة بعد ذلك». وأضاف فى هذا السياق أنه «إذا أصبحت لديهم (الأمريكان) قناعة للجلوس وفق هذه الشروط التى قدمتها المقاومة لن نتردد فى التلبية وسنأتى ومعنا جميع الفصائل».لكن الحافظ أكد فى ذات السياق أن «جامع» بدأت أمس الأول عن انطلاق حملة ال100 يوم الثانية، لمقاومة الاحتلال حتى يخرج آخر جندى امريكى من العراق.