شاهدت عبر شاشة التليفزيون شغب جماهير عمارة تسكن فوق ملعب الفيوم. حجارة تلقى على جماهير الزمالك بعد هدفه الوحيد. ثم وجدت فى اليوم التالى أن الشغب كان حفلة بدأت قبل المباراة وكان دخول فريق الزمالك الذى سيلعب اللقاء مساويا لمرور جمل من ثقب إبرة.. إنه نفس الجمل الذى يبدو مصمما على المرور من ثقب إبرة فى كل مباراة.. لماذا تلك المعاناة.. لماذا فى كل مباراة مهمة لكرة القدم نعانى فى الدخول وفى الخروج؟.. إننى أشكو مثل ملايين المشجعين منذ سنوات ومازالت المعاناة والبهدلة والإهانة مستمرة.. هل من عبقرى يفيدنى بإجابة واحدة عن سبب هذا القرف.. هل من مسئول يجيب لنا عن تلك الأسباب التى جعلت الرياضة ومباريات كرة القدم عذابا وضربا وذلا ومهانة..؟! حفلة الشغب فى ملعب الفيوم وحول وداخل وخلف ملعب الفيوم ومدرجاته أسفرت عن عقوبات ضد جماهير الفريقين.. وكنت أظن أن العقوبات تتصاعد بأمل الردع. ولكنها لم تتعد العشرة آلاف جنيه لكل من الناديين.. ومرة أخرى أسأل متى يعاقب ناد على شغب جماهيره عقابا صارما ورادعا..؟! الإجابة: انتظروا الكارثة..! أتمنى وأحلم أن تتعامل جميع الجهات الرياضية مع الشغب والسلوك الغوغائى ومع بلطجية الملاعب والقبضايات بنفس القوة والحسم الذى يتعاملون به فى الأمور التى تمس أطرافهم.. أحمد حسن نجم عنده العزيمة والإرادة، وموهوب بتقدير قيمة النجاح. وهى قيمة غائبة عن المجتمع. لكن أحمد حسن لم يفز بكأس الأمم الأفريقية وحده. ولا يلعب فى المنتخب أو فى الأهلى وحده. وهو أخطأ مع مدربه حسام البدرى. والمدرب بالنسبة للاعب مثل الأب بالنسبة لابنه. والطاعة فى الحالتين واجبة. والخطأ ليس الأول لأحمد حسن. لعله يكون الأخير! طرحت سؤالا من وحى تشكيل إنتر ميلان بطل أوروبا أمام بايرن ميونيخ: هل ينسب هذا الانتصار للكرة الإيطالية وقد كان تشكيل الإنتر كله من لاعبين أجانب.. باستثناء ماتيراتزى الذى شارك فى الدقائق الأخيرة.. أم ينسب إلى قوانين كرة القدم أو هيئة الأمم المتحدة؟! كان سؤالا ظننت أنه مهم كقضية رياضية.. لكن السؤال كان سببا فى جريمة قتل وقعت فى مدينة تورينو حيث طعن رجل فى الثالثة والستين من عمره بعدما تشاجر مع مشجع لفريق إنتر ميلان بسبب تشكيلته الأجنبية الكاملة التى واجه بها بايرن ميونيخ.. بتلك المناسبة.. تذكرت المعارض اليمينى لوبان الذى علق على صورة جمعت الرئيس الفرنسى جاك شيراك ومنتخب بلاده الفائز بكأس العالم عام 1998، علق قائلا: «يسعدنى أن أرى رجلا فرنسيا فى تلك الصورة»، وكان لوبان يعنى الرئيس الفرنسى، وكانت تلك إشارة إلى أن معظم لاعبى المنتخب من أصول غير فرنسية!