بعد عودة الدكتور محمد البرادعي إلى مصر منذ حوالي ثلاثة أشهر، أصبحت أصوات المعارضة في مصر أعلى، وتنامى أمل التغيير أكثر من ذي قبل، لكن غياب البرادعي الطويل عن المشهد العام في مصر أصبح مربكا لمؤيديه. وذكرت صحيفة (ذي ناشيونال) الإماراتية على لسان مراسلتها في القاهرة نادية أبو المجد، أنه على الرغم من إعلان البرادعي عن نيته لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة 2011، فإنه يقضي وقتا طويلا خارج مصر. فقد زار البرادعي واشنطن وذهب إلى الكاميرون في عيد استقلالها وحاليا يقيم مؤتمرا في الولاياتالمتحدة يحاضر فيه عن المستقبل السياسي لمصر، بينما يحاول مناصروه هناك أن يخططوا لوقفة احتجاجية في نيويورك. يقول وليد راشد أحد مؤسسي رابطة التغيير للبرادعي في قطر إن وجود البرادعي في مصر مهم وحاسم الآن، فالمصريون يعلقون آمالهم عليه، وقد رأى هذا بنفسه في الحفاوة التي كانوا يستقبلونه بها. وأضاف راشد أنه ينبغي على البرادعي الانخراط أكثر في أحداث الشارع المصري اليومية، كالاحتجاجات السياسية أو العمالية، ولا يكفي أبدا أن يشارك من الخارج برسائل من على الموقع الاجتماعي (تويتر) ليعلن تضامنه. أما الدكتور عمار علي حسن عالم الاجتماع والمحلل السياسي المستقل فيرى أن مخاوف مؤيدي البرادعي بسبب غيابه الطويل عن مصر مبررة تماما وفي محلها. وأكد على أن غياب البرادعي يضر بالمعارضة المصرية المطالبة بالتغيير، ويضر بصورته شخصيا ويثير التساؤلات حول تحركاته وجدوى نضاله. في الوقت نفسه، يلتمس د. عمار العذر للبرادعي، فالرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية لابد وأن يفي بالتزاماته الدولية، وهو في النهاية لم يكن يعلم أنه سيصبح رمزا سياسيا للتغيير في مصر، ولم يكن يتصور أن المصريين سيتعلقون به إلى هذا الحد، وكان ينبغي عليه رغم كل شيء أن يؤقلم نفسه على الدور الذي أصبح يلعبه في مصر، وكان ينبغي عليه أن يكون موجودا عندما قررت الحكومة تمديد العمل بقانون الطوارئ عامين آخرين. أما وائل عباس المدون صاحب موقع (الوعي المصري) فيعتقد أن البرادعي ليس رمزا سياسيا معارضا كما يروج له مؤيدوه، وأضاف أن البرادعي في نظره مجرد موظف دولي، لا هو ناشط ولا متظاهر ولا تم اعتقاله ولا تم نفيه، إن البرادعي ليس نيلسون مانديلا أو لينين، بحسب رأي عباس. وختاما، اتهم عباس البرادعي ومؤيديه بأنهم يحبون الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، لكن نضالهم الإلكتروني لن يحقق التغيير في مصر، وكل ما حدث هو أن الإحباط جعل المصريين يرون في البرادعي المهدي المنتظر الذي سيغير حياتهم.