اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، بعدد من قضايا الشأن المصري، من أبرزها انشقاقات في صفوف المعارضة، وتبادل نشطائها اتهامات بالعمالة، فضلاً عن قنبلة العشوائيات الموقوتة التي تنتظر حلا من الحكومة، ودعوة الرئيس مبارك إلى تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط، إضافة إلى سيناريو جديد تعده القاهرة لحل ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، كما لم تغفل أزمة مياه النيل وخطة جديدة تطرحها مصر لمعالجة الأزمة. المعارضة المصرية.. مزيد من الانشقاقات أوردت صحيفة "القدس العربي" اللندنية تقريرا أفاد بأن المعارضة المصرية تتجه إلى مزيد من الانشقاقات، بعد أن تبادل ناشطائها اتهامات بالعمالة والإقصاء، إثر انعقاد مؤتمر للمصريين في أمريكا هذا الأسبوع، بحضور قيادات الجمعية الوطنية للتغيير، اعتبره معارضون ناصريون وقوميون وإسلاميون دليلا على العمالة والاستقواء بالخارج، فيما رد منظمو المؤتمر باتهامهم بالرغبة في الاستفراد بالداخل وإقصاء المصريين بالخارج عن العمل الوطني. ونقلت الصحيفة نفي تحالف المصريين في أمريكا الذي نظم المؤتمر في نيويورك، أي علاقة تربطه بالحكومة الأمريكية، وقال إن التحالف لديه تحفظات على السياسة الخارجية الأمريكية ويأمل أن تتجاوز القوى الداعية للتغيير في الداخل ما يمكن وصفه بأمراض الطفولة الوطنية والمراهقة اليسارية. وكتب إبراهيم يسري السفير المصري السابق في الصحيفة عن الحراك السياسي الذي بدأ يكتسب شيئا من الديناميكية منذ عام 2004 على حد قوله، مضيفا أن هذه الديناميكية ما لبثت وأن هدأ وقعها بعد أن بثت بذور الفرقة بين عناصرها وتكالبت عليها محاولات الاختراق المحلية والخارجية لفترة، وما زال الأمل قائما في تعافيها واستعادة زخمها، بعد تصحيح أوضاعها وإبعاد أي مؤثرات داخلية أو خارجية من اقتحام تنظيماتها. مبارك وساركوزي.. وتأجيل قمة المتوسط وأبرزت صحيفة "السفير" اللبنانية خبر تأجيل مصر قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" والتي كانت مقررة في 7 من الشهر المقبل إلى نهاية العام، لضمان أكبر مشاركة فيها من الجانب العربي، وذلك بعد الإحراج الذي أثاره إعلان أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية المتطرف نيته حضور الاجتماع. من جانبها، أوضحت صحيفة "الحياة" اللندنية أن إرجاء قمة المتوسط جاء بعد اتصالات للرئيس مبارك مع نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا، وخوسيه لويس ثاباتيرو رئيس وزراء إسبانيا ممثل الرئاسة الإسبانية للاتحاد، حيث تم الاتفاق على تأجيلها لضمان أكبر قدر من النجاح لها، وعلى أمل أن يكون هناك تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. الأخلاق في العالم العربي في نفس الصحيفة، قال معن البياري الكاتب الفلسطيني، إن إعلان بدء تدريس مادة الأخلاق العام الدراسي المقبل يثير تأملا في الحاجة التي صارت ملحةً في المجتمعات العربية، لأن يتعلم أفرادها الأخلاق ليمارسوها، وليس فقط ليرددوها في المواعظ من دون كثير التزامٍ بها، فضلا عن تأمل آخر في المفارقة المتحققة في اتساع التدين في هذه المجتمعات، إلى حد التزمت لدى كثيرين، بالتوازي مع استمرار تدني مستوى الأخلاق، ليس في مصر وحدها. ودعا البياري إلى ضرورة تعميم تدريس هذه المادة في كل البلاد العربية، لعل ذلك يساعد في التخفيفِ من غلو نزعاتِ العنف الاجتماعي والتعصب الجهوي البغيضة، والتي صار ميسورا معاينتها في ساحات جامعات غير قليلة، مؤكدا أن الطريف أن يطرح سؤال ما إذا كان هناك معلمون مؤهلون في مصر (والبلاد العربية) لتعليم الأخلاق، وما إذا كان مدرسو هذه المادة سيُجْبِرون تلاميذَهم على أخذ دروسٍ خصوصية فيها. سيناريو جديد لمصالحة فلسطينية وأبرزت صحيفة "الدستور" الأردنية تقريرا قالت فيه إن مصر تعد سيناريو جديدا للتعامل مع ملف المصالحة الفلسطينية، لاسيما أنها تتوقع انهيار الجهود الأمريكية لإحياء عملية السلام، فيما تبادلت حركتا فتح والمقاومة الإسلامية حماس الإفراج عن قياديين معتقلين، كما كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن سيناريو جديد يجري إعداده للتعامل مع الوضع الفلسطيني، خاصة ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس في حال فشل المفاوضات غير المباشرة وتعثر الجهود الراهنة لإعادة إحياء العملية السياسية. قانون التأمينات والرواتب أما صحيفة "القبس" الكويتية فاهتمت بخبر إقرار مجلس الشعب المصري -من حيث المبدأ- مشروع قانون التأمينات والرواتب، وذلك بعد أسبوعين من موافقة مجلس الشورى على القانون، الذي شهد مناقشات حامية بين الحكومة ممثلة بوزير المالية يوسف بطرس غالي من ناحية واتحاد العمال والنقابات والأحزاب وأحدث جماعات الضغط الاجتماعية الجديدة اتحاد أصحاب المعاشات من جهة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن القانون الجديد رفع سن استحقاق المعاش إلى 65 سنة، مع السماح بالخروج المبكر قبل هذه السن، كما يضمن راتبا لكل مواطن بلغ 65 سنة سواء اشترك في نظام التأمينات أو لم يشترك، بحيث يصبح الحد الأدنى للراتب الشهري 350 جنيها شهريا، مع زيادة سنوية 8% من إجمالي قيمة الراتب. مشكلة لن تحل في القرن الحالي كما أوردت "القدس العربي" تقريرا عن العشوائيات، قالت فيه إن بعض الخبراء يرون أن حل مشاكل المناطق العشوائي لن يتحقق في القرن الحالي على الأقل، ووصفتها بأنها قنبلة موقوتة تنتظر خطة سياسية شاملة لمعالجتها، حيث أثار خروج آلاف المحتجين من سكان ضاحية تعاني من نقص الخدمات على مشارف القاهرة لقطع طريق دائري يحيط بالعاصمة المصرية مخاوف من آثار الفشل في حل مشاكلها. ونقلت الصحيفة عن سعاد عبد الرحيم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن العشوائيات تنشأ عادة على أطراف المدن وقرب السكك الحديدية، مضيفة أنه للقضاء على المناطق العشوائية لا بد من مخطط أساسي يختص بها ويوحد جهود المتعاملين مع المشكلة، لكن مصر تفتقر لخريطة متكاملة للعشوائيات فيها. خطة مصرية لمياه النيل أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بتقرير عن خطة مصرية لترشيد مياه النيل تبدأ من الدلتا وتطمح في الوصول إلى دول المنابع، مضيفة أن مصر سوف تعرض على دول الحوض خطة للحد من فواقد مياه النهر وفق مشاريع مشتركة، ما يرفع حجم الاستغلال لمياه النهر من 4% سنويا في الوقت الحالي إلى 6.5% سنويا مستقبلا، أي استغلال أكثر من 25 مليار متر مكعب جديدة من المياه سنويا. ورأى عبد الوهاب الأفندي الكاتب السوداني في "القدس العربي" أن بلاده ليست طرفا في الصراع على مياه النيل، وأن الصراع ينحصر بين مصر وأثيوبيا فقط، وعدد أسبابا من بينها أن معظم دول الحوض لا تواجه مشاكل كبرى في مصادر المياه، كونها دولا استوائية كثيرة الأمطار، إضافة إلى أن الهضبة الإثيوبية هي مصدر معظم المياه التي تستخدمها مصر. ونصح الكاتب بلاده ألا تنجرف وراء الموقف المصري، الذي اعتبره غير حكيم من النزاع حول مياه النيل، مع الاعتراف بحق كل دول الحوض في مياه النيل بالمعروف، والقيام بدور وفاقي بدلا من جعلها طرفا في الصراع وتصوير الأمر على أنه قضية محاور.