يبدو أن الصوت القبطي سيكون حاسما في معركة الشورى ببعض المحافظات، وهو ما التفتت إليه أمانات الحزب الوطني في محافظتي المنياوالسويس، فقد رصد الزميل ماهر عبد الصبور، مراسل الشروق في المنيا، ما وصفه بمساومة المرشحين الأقباط من المستقلين، على التنازل لمرشح الحزب ودعمه مقابل حصولهم على مواقع تنفيذية وتنظيمية، وهو ما بدا واضحا في دائرتي مطاي وملوي اللتين يتميزان بالكثافة القبطية من حيث الأصوات الانتخابية. وعلى صعيد المنافسة، اشتعلت المواجهة بين 22 مرشحا يتنافسون على 3 مقاعد، وانتقلت رحاها إلى قاعات المحاكم، فقد تقدم مرشح الدستوري الحر بدعوى قضائية حملت رقم (2214)، والتي أقامها أمام محكمة القضاء الإداري بأسيوط، للمطالبة باستمراره في الترشح، وحددت له المحكمة جلسة السبت المقبل لضم الأوراق والنطق بالحكم، كما حرك المرشح فتحي سعد جمعة دعوى مماثله رقم (2215) ضد مرشح الإخوان للمطالبة بشطبه واستعباده لتقديمه شهادة خدمة عسكرية غير حقيقية، وحددت المحكمة جلسة السبت المقبل لضم الأوراق. وفي محافظة السويس، كشفت مصادر بالحزب الوطني للزميل سيد نون،عن عقد قيادات بالحزب اجتماع مع عدد من القيادات القبطية النشطة لمطالبتهم بأن يكون لهم دور فعال في مساعدة مرشحي الحزب من خلال الأصوات القبطية التي تمثل كتلة تصويتية كبيرة جدا، وتتمركز في القطاع الريفي وحي السويس. وأضافت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها،أن من يتولى أمر الأصوات القبطية طبيب قبطي يمتلك إحدى المستشفيات الخاصة والمعروف عنه مساندته لمرشحي الوطني في كل انتخابات، وكان له دور بارز خلال انتخابات نقابة المحامين الماضية، واستطاع حسم المعركة لمرشحي الحزب. ولفتت إلى أنه بالرغم من عدم رضاء القيادات القبطية عن اختيار مرشح الوطني الحالي، إلا إن هذه القيادات فضلت الوقوف بجانبه ووعدت بتقديم أنواع الدعم المادي أو المعنوي كافة. وكان الفتور هو القاسم المشترك في انتخابات محافظتي البحر الأحمر والفيوم، خاصة فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية، وهو ما يؤكده الزميل ميشيل عبد الله، والذي قال إن العملية الدعائية للمرشحين تشهد حالة من الهدوء، فعلى الرغم من أنه لم يتبق سوى ساعات قليلة على غلق باب التنازلات، فلم تشهد دائرة أبشواي أي دعاية انتخابية أو مؤتمرات أو تحركات جادة للدعاية للمرشحين. وقالت مصادر مطلعة بالحزب الوطني إن سبب الهدوء يرجع إلى وجود نية لإنهاء معركة الدائرة الثانية بالتزكية لصالح علي الشاذلي، مرشح الحزب، وتجري مفاوضات مع محمد يونس، مرشح الحزب الدستوري، ونعيمة جلال، مرشحة حزب الأحرار، من أجل التنازل. ورغم تأكيدات الزميل كمال الجزيري أن المعركة الانتخابية مشتعلة في البحر الأحمر، فإن ذلك لم ينعكس على دعاية المرشحين، والتي جاءت باهتة على حد وصفه. وقال محسن العشري، مراسلنا في بور سعيد، إن المعركة الانتخابية اتخذت شكلا مختلفا بعد اتهام مرشح حزب الوفد لعدد من منافسيه بتمزيق لافتات الدعاية الخاصة به.