«طوفان الأقصى وتغيير قواعد اللعبة» لحسين عبد الغني .. قراءة في مآلات مستقبل الإقليم والعالم

صدر للكاتب الصحفي والإعلامي حسين عبد الغني كتاب "طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟"، حيث يطرح الكتاب قضية توثيق الأحداث الآنية، خصوصًا في ظل تغير المعطيات بشكل متسارع على المستوى الإقليمي.
يرصد الكتاب لحظات تاريخية لا يمكن تأجيل توثيقها، لأن تأثيرها يمتد لعقود، حيث يرى المؤلف أن هذا التوثيق يصبح أكثر إلحاحًا عندما يكون الطرف المسيطر على الإعلام والسرديات هو الغرب وإسرائيل، حيث جرت العادة على إعادة صياغة الأحداث وتحوير الحقائق لصالح الرواية الإسرائيلية. لذا، فإن تسجيل الوقائع من منظور فلسطيني وعربي لحظة وقوعها ليس مجرد توثيق، بل هو دفاع عن الحقيقة ورفض لتزوير التاريخ.
يناقش الكتاب كيف أن "طوفان الأقصى" لم يكن حدثًا منفصلًا، بل كان نتيجة حتمية لمسار طويل من التراكمات، كان أبرزها اتفاق أوسلو. يُوضح عبد الغني أن أوسلو، الذي قُدم للبعض على أنه "غصن زيتون" للسلام، انتهى إلى تكريس الاحتلال الإسرائيلي، وتقسيم الأرض بنسبة 22% للفلسطينيين مقابل سيطرة إسرائيلية شبه كاملة.
يُقدم الكتاب تحليلًا لمجريات اليوم الأول من "طوفان الأقصى"، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية، رغم محدودية الإمكانيات، في إيقاع أكبر خسائر بشرية في تاريخ إسرائيل خلال 24 ساعة فقط. يُؤكد عبد الغني أن أيًّا كانت نتائج الحرب، فإن الاحتلال لن يستطيع محو لحظة الانتصار الفلسطيني في 7 أكتوبر، فقد وثّقها التاريخ، كما وثّق هزيمة إسرائيل وانكشافها أمام العالم.
يفصّل الكتاب كيف أدّت تداعيات "طوفان الأقصى" إلى تصدع داخلي غير مسبوق في إسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين فقدوا الثقة في قادتهم العسكريين والسياسيين، بل وبدأ البعض في البحث عن خيارات للهجرة، نتيجة شعور متزايد بعدم الأمان.
يُناقش الكتاب كيف أن المواجهة بين أمريكا وإيران تُعد عنصرًا رئيسيًا في معادلة الحرب، حيث تُقدم واشنطن دعمًا غير محدود لإسرائيل، بينما تُدير طهران موقفها بحذر، متجنبة الدخول المباشر في الصراع. يُشير عبد الغني إلى أن إيران، رغم قدراتها العسكرية، لا تزال مترددة في اتخاذ قرار استراتيجي بتوسيع نطاق الحرب، وهو ما تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى منعه عبر التهديدات المستمرة.
يُقدم كتاب "طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟" تحليلًا شاملًا لما يجري، ويرى أن هذه الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل محطة مفصلية ستعيد رسم مستقبل الإقليم، وربما تُغيّر معادلات السياسة العالمية لعقود قادمة.