المظاهرة فى أوج اشتعالها، وأصوات الهتافات والطبول ترتفع كلما اشتد حماس الشباب، أو عبر أحد نواب الحزب الوطنى من أمام رصيف مجلس الشعب. إنهم شباب حركة 6 أبريل يتظاهرون احتجاجا على مد العمل بقانون الطوارئ، بكل اللوحات والشعارات والهتافات، لكن اللحظة تأتى من أجل «صورة البروفايل على فيس بوك». ينتظم الجميع فورا فى صفوف تواجه الكاميرا على طريقة فرق كرة القدم، فى الواجهة علم «6 أبريل» الأسود بالقبضة الشهيرة. أمام العلم يجلس أحدهم مكورا قبضته بكل التحدى، ترتفع الأيدى فى الخلفية بقبضات التحدى، أو علامة النصر. فى الخلفية أيضا يقف جنود الأمن المركزى يتابعون ما يجرى، ولا يستوعبون سببا «إلكترونيا» وراء صورة الشباب، غير أنها قد تكون صورة للذكرى. تتراص وجوه الجنود فى خلفية الصورة خالية من التعبير. يقف «زميل» أمام الجمع المتحمس بالكاميرا الصغيرة التى تلتقط الصورة على وجه السرعة، نظرا لمرور المتظاهرين جيئة وذهابا بين المصور ومن يصورهم. عدة تعليقات ارتفعت من قبل المشاركين فى الوقفة، كان أبرزها «هو ده وقته؟»، و«يخربيت الفيس بوك اللى لاحس عقلهم»، و«آدى شباب 6 أبريل اللى عاوزين يغيروا الواقع». لكن شباب 6 أبريل كان لهم رأى مختلف، «احنا عاوزين نغير صورة المناضل من واحد شعره منكوش ومبهدل، لشاب روش وكول بس نفسه يعمل حاجة». محمد سوكه قال: أعتبر لحظة التقاط الصورة تعبيرا عن قوة الجماعة، «احنا واخدين على الشحططة والرمية فى الشوارع، ومش هيجرى أى حاجة لو وقفنا ناخد صورة». يواصل سوكة الشرح بأن «احنا ناس عاديين، مش كلنا استامبة واحدة، فينا الروش وفينا اللى واخدها جد، بس هدفنا واحد». شاب آخر من شباب 6 أبريل قال «احنا واقفين على رجلنا بقالنا 4 ساعات ما جتش على الصورة دى»، فيما برر آخر «اللى اتصوروا دول ناس جديدة معانا فى الحركة ومن جامعة واحدة ولسه مش واخدين على النظام». وأصر عدد آخر من الشباب على قول «لو احنا فرافير وبتوع فيس بوك مكناش جينا المظاهرة». لكن عمرو على أكد أن الصورة التذكارية من أجل صناعة أرشيف كامل لجميع الوقفات والتظاهرات التى شاركت فيها الحركة، مضيفا «أنا عارف إن ده مش وقت تصوير، بس لازم نعمل كده».