«يعملوا لى مخالفة تغيير اتجاه ليه، هو أنا أتوبيس»؟. عبدالرحمن طه الشاب الثلاثينى موظف بإحدى الشركات الخاصة، يتحدث بمزيج من الدهشة والغضب بعد أن حرر له أحد العاملين بمحطة مترو غمرة قبل أيام مخالفة قيمتها 15 جنيها. عبدالرحمن الذى تتطلب طبيعة عمله التنقل كثيرا «لقضاء مصالح» شتى كان يستقل المترو ليهبط فى محطة رمسيس، لكن نتيجة لإرهاق وارتفاع حرارة يوم عمل شاق وجد نفسه دون أن يشعر فى محطة غمرة التالية. ولأنها «ليست نهاية العالم»، كما يقول، حاول أن يصحح الخطأ فى غمرة بالعبور من داخل المحطة للاتجاه الآخر لاستقلال المترو المتجه لرمسيس، إلا أن موظف المخالفات كان واقفا له بالمرصاد. يتذكر عبدالرحمن تلك اللحظات وردود فعل الموظف جيدا: «كان شايفنى وأنا بأنزل ورغم أنه كان ممكن يقولى ما تنزلش إلا أنه سابنى لحد ما نزلت الناحية التانية، وبعدين اصطادنى، وقال لى كان لازم تطلع بره وتقطع تذكرة تانية وتدخل تانى». تنفرد محطة مترو غمرة دونا عن غيرها بمثل هذه المخالفة. هذا ما أكده ل«الشروق» أحد موظفى المحطة، مشيرا إلى أن التشدد فى ذلك يرجع لوجود ما يعرف ب«مكتب التفتيش المفاجئ» بها. هكذا رفض موظف المخالفات المدرب على التعامل مع مثل هذه الحالات كل الحجج التى حاول أن يسوقها عبدالرحمن، وحاول فى المقابل أن يشعره بأنه يقدم له معروفا: «المخالفة ديه أصلا ب75 جنيها بس عشان خاطرك نحسبها 15جنيها بس». اضطر الشاب فى النهاية أن «يشترى دماغه» ويدفع الغرامة، ومضى وهو يتعجب، «إذا كانت دى مخالفة ليه ما ينبهوش الناس ليها، بدل موضوع الإنفلونزا إللى مصدعينا بيه؟». مشرف الوردية المسائية فى «مكتب التفتيش المفاجئ» بالمحطة قال إن نوع المخالفة المشار إليها هى «ذهاب وعودة بنفس التذكرة». المشرف حرص على التأكيد أيضا أنهم فى تطبيقهم لهذه المخالفة «بيقدّروا وممكن يسامحوا واحد تعبان أو كبير فى السن، لكنهم يتشددون مع «الولاد اللى بييجوا من حلوان يوصلوا البنات ويرجعوا تانى». بمراجعة قائمة المخالفات المعلن عنها من جانب الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو القاهرة بالقرب من شبابيك التذاكر فى معظم المحطات اتضح أنها تخلو من أى إشارة لمخالفة باسم «مخالفة تغيير اتجاه». كما أن اللواء نادر أبوالعلا مدير إدارة شرطة مترو الأنفاق السابق والمتحدث الرسمى للهيئة القومية للأنفاق الآن أكد ل«الشروق» أن مثل هذه المخالفة «ليس لها سند قانونى وأن الراكب حر فى التنقل داخل المترو طالما أنه لم يخرج منه».