أعلن حزب المحافظين البريطاني المعارض، اليوم السبت، أنه سيجري مع حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض أيضا مزيدا من المحادثات غدا للتوصل إلى اتفاق بعد الانتخابات غير الحاسمة يوم الخميس، لكن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل افتتاح الأسواق يوم الاثنين. وفاز المحافظون بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات، لكنهم لم يتمكنوا من الفوز بأغلبية مطلقة ويسعون للحصول على دعم من حزب الديمقراطيين الأحرار الأصغر لإنهاء 13 عاما من حكم حزب العمال. وقال المتحدث باسم حزب المحافظين: إن المحادثات التي ستنطلق الساعة 10 (بتوقيت جرينتش) ستجري وجها لوجه بين الحزبين، لكن على مستوى أقل من زعيمي الحزبين. لكنه أضاف أن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الاثنين، مشيرا إلى أن نواب المحافظين في البرلمان الذين سيجري إطلاعهم على فحوى المحادثات لن يجتمعوا قبل مساء الاثنين. وهبطت أسعار الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية البريطانية والأوراق المالية في لندن، يوم الجمعة، عندما تأكد عدم حصول المحافظين على الأغلبية الكاسحة في البرلمان، لكن الإسترليني والسندات بدأت في تعويض خسائرها الصباحية مع احتمال التوصل إلى اتفاق بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار. وعقد نيج كليج، زعيم الديمقراطيين الأحرار، سلسلة من الاجتماعات، اليوم السبت، مع أعضاء بارزين في الحزب للحصول على تأييدهم لاتفاق محتمل مع المحافظين. ومن الضروري أن يتجاوز كليج التشكك لدى عدد كبير من أعضاء حزبه الذين يخشون اضطرار ثالث أكبر الأحزاب البريطانية إلى التضحية بالكثير من سياساته التي يعتزون بها من أجل الاتفاق مع المحافظين. وهتف عدة مئات من المحتجين خارج المقر الرئيسي للديمقراطيين الأحرار مطالبين الحزب بالدفع في اتجاه تغيير النظام الانتخابي الذي يفيد الحزبين الكبيرين. وقال كليج، اليوم السبت: إن المجالات الرئيسية الأربعة من ضرائب وتعليم وتعاف اقتصادي، وإصلاح سياسي أساسي ستكون محور المحادثات. وترك ديفيد كاميرون، زعيم المحافظين، شكل الاتفاق المحتمل مفتوحا عندما عرض يوم الجمعة العمل مع الديمقراطيين الأحرار بعد أول انتخابات غير حاسمة في بريطانيا منذ 1974. وقد يشمل هذا تشكيل ائتلاف، وهو أمر نادر في بريطانيا، لكن من المرجح بشكل أكبر أن يتضمن معاهدة يوافق بموجبها الديمقراطيون الأحرار على دعم حكومة أقلية يقودها المحافظون في تنفيذ برنامج تشريعي متفق عليه مقابل تقديمهم تنازلات. والعقبة الأهم هي الاتفاق على معدل خفض العجز في الميزانية. وكان المحافظون قد تعهدوا بالبدء في الخفض على الفور، لكن الديمقراطيين الأحرار قالوا إن ذلك قد يضر بتعافي الاقتصاد البريطاني من الركود الشديد الذي شهده في 2008-2009. كما أنه من المتوقع أن يكون دور بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وموضوعات الهجرة والدفاع والإصلاح الانتخابي من الموضوعات محل الخلاف. وفي حالة فشل المفاوضات بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار من الممكن أن يتم الاتفاق بين الديمقراطيين الأحرار وحزب العمال، ولكن الأمر سيصبح أكثر تعقيدا؛ حيث لا تكفي المقاعد التي حصل عليها الحزبان مجتمعين لتغطية أغلبية كاسحة في مجلس العموم المكون من 650 مقعدا. وذكر جوردون براون، زعيم حزب العمال، أن المحافظين والديمقراطيين الأحرار لهم الحق في محاولة تشكيل حكومة أولا على الرغم من أنه يحق له، بموجب الدستور وبحكم منصبه كرئيس حال للوزراء في بريطانيا، أن يحاول أولا تشكيلها.