استأنف الحزبان المعارضان الرئيسيان في بريطانيا محادثاتهما أمس للتوصل إلي اتفاق لتقاسم السلطة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي جرت الأسبوع الماضي وأثارت قلق الأسواق من حدوث جمود سياسي. وجرت أمس جولة جديدة من المحادثات بين حزب المحافظين المنتمي ليمين الوسط بزعامة ديفيد كاميرون وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة نك كليج في محاولة للتوصل إلي اتفاق قد يفضي إلي أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ سبعينات القرن الماضي. ونقلت محطة تلفزيون "سكاي نيوز" عن مصادر من الديمقراطيين الأحرار قولهم إنهم متفائلون باحتمال التوصل إلي اتفاق. من جانبه قال وزير المالية البريطاني أليستير دارلنج إن الأسواق "تدرك تماما" أن الأمر يتطلب إجراء محادثات بعد النتائج غير الحاسمة لكنه أكد ضرورة التوصل إلي اتفاق سريع. وقال دارلنج لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" "المهم هو تشكيل حكومة بريطانية بأسرع ما يمكن، لا نريد أن يطول الأمر. تأتي مرحلة لا بد وأن تقرر عندها قبول الأمر أو رفضه." وقد أجري المحافظون والديمقراطيون الأحرار محادثات استمرت نحو سبع ساعات يوم الأحد قال بعدها وليام هيج المفاوض عن حزب المحافظين "اتفقنا علي أن يكون الاستقرار الاقتصادي وخفض الدين العام هو الأساس في أي اتفاق نتوصل إليه." ومن المقرر أن يرفع الجانبان في الوقت نفسه بعد انتهاء المحادثات تقريرين إلي زعيمي الحزبين كاميرون وكليج. وعقد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يوم الأحد اجتماعا مع كليج. ويستمر براون الذي حل حزبه في المرتبة الثانية بعد المحافظين بفارق كبير في الانتخابات في منصبه لتصريف الأعمال بشكل مؤقت. لكنه يقف علي أهبة الاستعداد لمحاولة التحالف مع الديمقراطيين الأحرار المنتمين ليسار الوسط في حال عدم توصلهم إلي اتفاق مع المحافظين. ويمثل إصلاح النظام الانتخابي وهو مطلب مهم للديمقراطيين الأحرار أكبر حجر عثرة في سبيل الاتفاق مع المحافظين. ويريد الديمقراطيون الأحرار أن تتحول بريطانيا إلي نظام التمثيل النسبي بدلا من النظام الحالي الذي يمنح كل مقاعد الدائرة للحزب الفائز فيها.