كشفت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، أن فقدان أحد الأحباء في وقت مبكر من الحياة قد يسرع من عملية الشيخوخة، حيث وجد الباحثون أدلة على أن فقدان أحد الوالدين، الشريك، الأخ أو الطفل يترك علامات بيولوجية للشيخوخة المبكرة، وهي علامات غائبة في الأشخاص الذين لم يمروا بتجربة فقدان شخص مقرب. تشير هذه النتائج إلى أن الحزن والفقدان يؤثران على أنسجة الجسم ويزيدان من خطر المشاكل الصحية المستقبلية. كما تفتح الباب أمام احتمال أن تقديم الاستشارة والدعم الاجتماعي الفعال يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثير الفقدان. قالت أليسون أييلو، أستاذ علم الأوبئة في جامعة كولومبيا في نيويورك: "فقدان شخص مقرب يعد ضغوطاً كبيرة وتجربة حياتية مرتبطة بشكل مستمر بتدهور الصحة العقلية، والتدهور المعرفي، ومشاكل القلب والأيض، والموت المبكر". وأضافت: "يكشف بحثنا عن ارتباط كبير بين التعرض للفقدان من الطفولة حتى سن البلوغ والعلامات البيولوجية للشيخوخة". استخدم الباحثون بيانات من الدراسة الوطنية الطولية الأمريكية لصحة المراهقين حتى سن البلوغ، التي تابعت المشاركين من سنوات مراهقتهم إلى سن البلوغ. وركزوا بشكل خاص على الأشخاص الذين فقدوا أحد أحبائهم قبل سن 18، ومن 19 إلى 43 عامًا. تم تقييم الشيخوخة البيولوجية من خلال تحليل الحمض النووي للأشخاص للبحث عن التغيرات الكيميائية التي تتراكم على مر السنين. تكشف هذه الساعات الجينية عن ما إذا كان عمر الشخص البيولوجي أكبر أو أصغر من عمره الزمني، مما يؤثر على مخاطر الأمراض في وقت لاحق من الحياة. من بين 3963 شخصًا شملتهم الدراسة، فقد نحو 40% منهم أحد الأحباء بحلول مرحلة البلوغ. كان لدى الذين عانوا من فقدان أكثر أعمار بيولوجية أكبر بكثير من أولئك الذين لم يفقدوا أحدًا قريبًا منهم. نُشرت النتائج في مجلة جاما نتورك أوبن، وأشارت أييلو إلى ضرورة التركيز على البحث حول ما إذا كان تقديم المساعدة للمفجوعين من خلال الاستشارة واستراتيجيات التكيف يقلل من تأثير الشيخوخة. وقالت: "يمكن أن توفر هذه الرؤى معلومات مفيدة للنهج السريري والصحي العام لتحسين النتائج الصحية بعد الفقدان". تزامنت هذه الدراسة مع بحث آخر حول تأثير النظام الغذائي الصحي والسكر المضاف على العمر البيولوجي. وجد الباحثون أن النساء في الولاياتالمتحدة اللواتي اتبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن كنّ أصغر عمرًا بيولوجيًا من أولئك اللواتي اتبعن نظامًا غذائيًا أقل صحية. لكن حتى النساء اللواتي تناولن طعامًا صحيًا، كل جرام من السكر المضاف كان مرتبطًا بزيادة في العمر البيولوجي. قالت إليسا إبل، أستاذ الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تأثير السكريات المضافة على الشيخوخة الجينية".