للأسف نحن شعب طيب نرضى بالقليل ولا يهمنا ألاعيب الآخرين، فقد أثار انتباهى قضية البث التليفزيونى المثارة حاليا بين الكاف والتليفزيون المصرى على ضرورة تعهد الجانب المصرى بتوفير كل ما تطلبه الشركة الحاصلة على حقوق البث التليفزيونى «سبورت 5» والتوقيع على استمارة «5» للجانب الأفريقى بشكل فيه تهديد ووعيد بحرمان الأندية المصرية الأربعة من عدم استكمال المشاركة فى البطولات الأفريقية هذا الموسم، وأثارنى الخلط الذى حدث بخصوص نقل المباريات ومنح الخدمات للشركة صاحبة الحقوق، وقد جمعتنى جلسة طويلة مع المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقد وضع خلالها النقاط فوق الحروف، وكان أهمها أنه لن يقدم أى خدمة دون مقابل لأن مصر لا يمكن أن تفرط فى حقوقها لا الأدبية ولا المالية، وهذه القضية بعيدة تماما عن نقل المباريات، التى تقام فى مصر لأنها حق أصيل للمصريين، فليس معقولا أن نقدم لشركة إنتاج تليفزيونى خدماتنا ومعداتنا الهندسية والبشرية دون أن نحصل على المقابل المادى المناسب. للأسف البعض ينساق وراء شعارات قد تصل فى النهاية إلى ضياع حقوق وإهدار أموال من أجل عدم الفهم مرة وتضارب المصالح مرات، إلا أن الواقع يقول إننا عندما فرطنا فى حقوقنا من قبل لل«art» ومنحناها خدماتنا كان هناك مقابل تبادل خدمات وتسهيل اتفاقات بين الجانبين، وهو ما كان يصب بشكل أو بآخر فى مصلحة الشارع الرياضى المصرى، أما الآن وقد حصلت على حقوق البث قناة مثل الجزيرة من سبورت فايف فلابد وأن نتعامل بمعطيات جديدة وفكر يناسب ألاعيب مسئوليها، الذين ما زالوا يتفننون فى تعكير صفو المصريين سواء بفعلتهم المغالى فيها لنقل بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا أو الممارسات التى يفتعلونها بين الحين والآخر لنقل مباريات كأس العالم بجنوب أفريقيا، والتى اشترى التليفزيون 22 مباراة من المونديال بحكم العقد الذى تم بينه وبين شبكة الART. نعم أنا مع الفصل بين نقل المباريات التى تقام على أرض مصر ويبثها التليفزيون كحق أصيل، وبين التفريط فى حقوقنا التى شرعها لنا القانون بالحصول على مقابل مادى مناسب فى ظل تقديم خدماتنا للآخرين. وإن لم يتم ذلك سيصبح مسئولو التليفزيون متهمين بإهدار المال العام!