عشرات من راكبى الدراجات خلف حاجز من الحديد ينتظرون أن تدق الساعة الثالثة والنصف عصرا ليسمح لهم بالخروج.. مشهد يتكرر يوميا أمام بوابة خروج عمال غزل المحلة، وفى موعد انتهاء الوردية الأولى يخرج الآلاف من العمال مهرولين فى حين يدخل الآخرون لتبدأ وردية جديدة. الجميع هنا يتذكر هذا يوم إضراب 6 أبريل الماضى، الذى قام به زملاؤهم العمال، ولم ينته إلا بتحقيق مطالبهم، التى كانت كلها زيادة الأجور وبدل الغذاء. حاولت «الشروق» أن تقترب من العمال والتعرف عليهم إلا أن الغالبية فضلت الحديث دون ذكر أسمائهم. اقتربت من إحدى العاملات التى رفضت ذكر اسمها وهى تخرج مسرعة، وسألتها: «فاكره يوم 6 أبريل الماضى؟»، فأجابتنى مسرعة «طبعا وأوقفنا يومها كل الماكينات لمدة 48 ساعة علشان نأخد فلوسنا اللى متأخرة وبعد كده الحكومة كلها جت عندنا عشان تصالحنا». وتضيف: إحنا معملناش شغب ولا حاجة من اللى حصل لأننا مخرجناش من باب المصنع»، وعن توقعاتها لمشاركة عمال غزل المحلة فى الإضراب القادم أم لا، قالت: «حاليا مافيش مشاكل بس لو المشاكل اتكررت نقدر نعمل أكتر من إضراب لأننا قوة واحدة، ورأينا واحد، وكل الناس بتخاف منا». بعدها سألت أحد العاملين بالمصنع أثناء خروجه فاكتشفت أنه مدير به، ورفض أيضا ذكر اسمه، وبدأ يتحدث عن الوضع داخل الشركة، قائلا: «الوضع الاقتصادى داخل الشركة تحت الصفر»، «فالمخازن مكدسة بالإنتاج ولا يوجد بيع»، وأضاف: «فيه وعود كتير لم تنفذ حتى الآن كزيادة المرتبات والعمل يوم الجمعة، وكل اللى حصل كان مجرد مسكنات للعمال»، ويستكمل قائلا: «ممكن يحصل انفجار لو المطالب دى ما اتحققتش». على بعد أمتار من المصنع وفى أحد المقاهى جلسنا مع عدد من القيادات العمالية، الذين شاركوا فى إضراب 6 أبريل الماضى، ومنهم من اعتقل قبل الإضراب، وائل حبيب، شارك فى إضراب 6 أبريل الماضى، وقال: «الدعوة جاءت من العمال لعمل إضراب من أجل زيادة الأجور بالإضافة إلى زيادة بدل غذاء إلى 40% والسماح لنا بالعمل يوم الجمعة»، وأضاف: «الإضراب كان سلميا، وما كانش متخطط لنا الخروج بره المصنع لأن ده مش شغلنا». حبيب وزميله طارق أمين، الذى اعتقل معه يوم 6 أبريل، وعدد آخر من القيادات العمالية رفضوا الاتهامات، التى وجهت للعمال بأنهم السبب فيما حدث فى غزل المحلة، وأكدا أنهما لم يثيرا أى شغب، وأن كل ما حدث يومها كان مواجهات بين الأهالى العاديين والشرطة ولم يشتبك فيها أحد من العمال. كان لابد من سؤال العمال عن ترتيباتهم يوم 6 أبريل، إلا أنهم انقسموا إلى قسمين، الأول أكد أن أوضاعهم «أصبحت تماما فلم نعمل إضرابا» على حد تعبيرهم. أما النصف الثانى من العمال فهم من قادوا إضراب العام الماضى ورفضوا أن يفصحوا عن أى شىء بشأن الإضراب الجديد، مؤكدين أنه فى حالة تنظيم مظاهرة أمام اتحاد العمال فى القاهرة سيكونون أول المشاركين.