جاء قرار وزارة الثقافة بسحب فيلم «المسافر» الذى أنتجته من المشاركة فى مسابقة المهرجان القومى للسينما المصرية، ليكون بمثابة مفاجأه لإدارة المهرجان والمشاركين فيه، خاصة أنه كان مقررا عرضه مساء اليوم ضمن فاعليات المهرجان، وهو الموقف الذى حدث من قبل فى الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. رأت وزارة الثقافة فى بيانها الصادر أمس الأول عدم ملاءمة الاشتراك بفيلم «المسافر» فى مسابقة المهرجان الذى تمنح جوائزه رفعا للحرج ولإفساح المجال أمام الأفلام الأخرى المشاركة. مخرج الفيلم أحمد ماهر أكد تأييده التام لقرار الوزارة بعدم عرض المسافر واصفا القرار بالحيادية والنزاهة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الوزارة عندما قررت الإنتاج وضعت نصب عينيها عدم منافسة القطاع الخاص، واختارت أن تنتج فيلما بمواصفات عالمية ليعرض فى المهرجانات الكبرى، وهذا ما تحقق بالمشاركة فى مسابقة فينسيا الدولية، وأن يكون بعيدا عن توازنات سينما القطاع الخاص ومنافستها. وذلك لأن دور الوزارة فى النهاية تكميليا وليس منافسة الآخرين، وبالتالى لا يجوز أن ينافس الفيلم أعمال القطاع الخاص فى المهرجان الذى تقيمه الدولة لتحصل الأفلام المتميزة على المكافئة والدعم، فقد حصل «المسافر» على مكافئته بأن أنتجته الوزارة، وليس من حقه الحصول على دعم آخر. وفيما يخص تكرار الواقعة مع المهرجانات المصرية، حيث حدث ذلك من قبل فى مهرجان القاهرة السينمائى قال ماهر إن عدم عرض الفيلم فى القاهرة السينمائى الدولى يعود إلى أن النسخة الوحيدة للفيلم كانت خارج مصر لذلك لم يعرض. فعدم عرض الفيلم فى القومى ليس معناه أننا نتعالى على المهرجانات المصرية أو الأفلام المشاركة، وكل الحكاية مرتبطة بأن تحصل الأفلام الأخرى على فرصة الدعم كما حصلت عليه من قبل. وتساءل ماهر، ثم لماذا أضع لجنة التحكيم والوزارة فى حرج بالمنافسة فى مهرجان تدعمه الوزارة الجهة المنتجة للفيلم؟ وأضاف كما أن الفيلم سيعرض جماهيريا الشهر المقبل، وأرغب فى أن يكون عرضه الأول على مجموعة من النقاد والصحفيين قبل العرض العام. أما على أبوشادى رئيس المهرجان والمشرف على إنتاج «المسافر».. أكد أن علاقته بالفيلم انقطعت نهائيا بعد طبع أول نسخه له. وفيما يخص قرار الوزارة سحب الفيلم من المهرجان أكد أن من حق أى جهة سحب فيلمها فى أى وقت كما تشاء، مضيفا أن قرار الوزارة من وجهة نظره موقف نبيل جدا لأنه يتيح للأفلام الأخرى فرصة الحصول على الدعم، وذلك لأن الفيلم إذا حصل على جائزة ستذهب للوزارة، فالقرار ليس فيه أى نوع من الاستعلاء على الأفلام الأخرى. وأوضح أبوشادى أن صندوق التنمية الثقافية هو من تقدم بالفيلم ليشارك فى المهرجان، وأن الوزارة بنفسها هى من طلبت سحبه. فيما علق السيناريست ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما والمشارك بفيلمه «واحد صفر» قائلا: لقد شاهدت «المسافر» ثلاث مرات فى مهرجانات مختلفة، ورأيى أنه ليس متفوقا إلا فى الإضاءة والديكور، فيما عدا ذلك فهو فيلم عادى جدا، وليس متميزا فى شىء، وبالتالى فهو لا يستطيع منافسة أى من الأفلام الكبيرة المشاركة فى المهرجان، وأرى أن هذا هو السبب الحقيقى لسحبه، وليس لأنه سيحصل على فرصة الأفلام الأخرى فى الدعم، لأنه وحتى إذا استمر فى المسابقة لما حصل على شىء، والدليل أن «واحد صفر» تفوق عليه من قبل فى أكثر من مهرجان. وبالتالى إذا عرضا معا فى المهرجان القومى سيتفوق عليه «واحد صفر» مرة أخرى. فسحب الفيلم له علاقه بالخوف عليه من أن يهاجم قبل أن يطرح فى دور العرض، حفاظا على سمعته وليس أكثر من ذلك. يذكر أن فيلم «المسافر» من إنتاج وزارة الثقافة المصرية وبطولة الفنان العالمى عمر الشريف والفنان خالد النبوى والفنانة سيرين عبدالنور ومن إخراج أحمد ماهر.
