لقرون طويلة، تألقت القدس كدرة تاج لبلدان المسلمين، حيث شهدت ساحاتها وأكنافها المباركة ملاحم عظيمة، تخلّدها بطولات الأبطال الذين سالت دماؤهم دفاعًا عن مسجد الأقصى ومقدساته، مقاومين الغزاة الطامعين من قتلة الروم إلى جحافل الصليبيين وحملات المغول البربرية، وصولاً إلى معركة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المباركة". وفي تقريرها، تسلّط جريدة الشروق الضوء على وقائع معركة غزة بين جيش بيبرس البندقداري وحامية المغول، لتكون أول انتصار إسلامي ومقدمة لمعركة عين جالوت الفاصلة، وقد ورد ذكر معركة غزة بكتابي السلوك لمعرفة أخبار الملوك للمقريزي والنجوم الزاهرة في سماء القاهرة لابن تغري بردي. - أسطورة الجيش الذي لا يهزم حلت سنة 658 هجري والمسلمون في أشد رعب بالديار المصرية مع سماع أخبار التقدم المغولي وبعكس العديد من أساطير الجيوش التي لا تهزم فقد كان المغول لا يتعرضون للهزائم علي مدار السنوات التي تقدموها في البلدان الإسلامية. ورصدت كتب المؤرخين الحال الذي بلغه المسلمون من الضعف؛ إذ كان المغولي في بلاد الشام يمر على القرية فيأمر الرجال بالوقوف أماكنهم حتى يجلب سيفا لذبحهم وكان الناس ينتظرون الذبح يأسا منهم. - غزة باكورة النصر وخرج سلطان مصر مظفر الدين قطز، على رأس جيشه يتقدمه ركن الدين بيبرس البندقداري في مقدمة صغيرة تضم عدة رنوك مختلفة تسمى بالجاليش. وصل بيبرس لغزة قبل قطز بيومين، فالتقى بالحامية المغولية بقيادة بيدرا شقيق كتبغة قائد المغول. ناوش بيبرس الحامية عدة مرات حتى هزمها، ولم تجد النجدة؛ إذ كان جيش المغول يتمركز بالبقاع اللبنانية خلال حربهم مع جوليان الصليبي حاكم صيدة. وعلق الكاتب العسكري السوري بسام عسيلي في كتابه قطز ومعركة عين جالوت قائلا إن جيش بيبرس تميز بعدة سمات في معركة غزة، ومنها تنوع سرايا الكتيبة في ملابسها ما يعطي انطباع بأنها جيش مستقل ليتوهم المغول صغر جيش المسلمين. تستطيع كتيبة بيبرس الحصول على المعلومات الهامة عن طبيعة جيش المغول دون تعريض الجيش الرئيسي للخطر والذي يتأخر عن الكتيبة بمسافة طويلة. تميز جيش بيبرس بضمه الفرسان ذوي الخبرة ما يؤهله للتغلب على قوات أكبر حجما. أقرأ ايضاً: أمجاد على أعتاب القدس (10).. غزة تبتلع الحملة الصليبية السادسة