حدث في «25» رمضان

معركة عين جالوت
تعرضت دولة الإسلام لاستهدافات في القرن السابع الهجرى، حيث دمّرت جيوش المغول، بقيادة جنكيز خان، حواضر الإسلام الكبرى بالمشرق الإسلامى، وسفكت دماء المسلمين، وأتت على معالم الحضارة والمدنية، ولم تستطع قوة إسلامية أن توقف هذا الزحف الكاسح، وانهارت الجيوش الإسلامية وتوالت هزائمها، وتتابع سقوط الدول والمدن الإسلامية، وواصل المغول الزحف وخرج هولاكو سنة (651ه- 1253م) على رأس حملة جرارة، تضم مائة وعشرين ألف جندى، فأسقط بغداد والخلافة العباسية، ثم دمشق، وتوالت انتصارات المغول، وسقطت العواصم العربية تباعا، بغداد، ثم دمشق، ثم حلب، وكانت مصر تحت سلطان دولة المماليك، ويحكمها سلطان صبى هو الملك «المنصور نور الدين على بن المعز أيبك»، ولما كان سلطان مصر غير جدير بتحمل مسؤولية البلاد في مواجهة الخطر القادم، فقد أقدم نائبه «سيف الدين قطز» على خلعه، وأخذ يستعد للجهاد وملاقاة المغول، ووصلت رسل هولاكو إلى القاهرة تحمل خطابا يفيض بالتهديد والوعيد، وعقد السلطان قطز مجلسًا من كبار الأمراء، واستقر الرأى على مقابلة وعيد المغول بالاستعداد للحرب، وعزز ذلك بقتل رسل المغول، ردًا على تهديد هولاكو، وكان هذا التصرف إعلانًا للحرب
وإصرارًا على الجهاد، وفى (رمضان 658ه- أغسطس 1260م) خرج قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، وأمر الأمير بيبرس البندقدارى أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقى طلائع لهم في غزة وهزمهم، ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت حيث أخفى قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، واشتبك الفريقان صباح يوم الجمعة (25 من رمضان 658ه- 3 من سبتمبر 1260م)، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: «واإسلاماه!»، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولى الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجرى في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة.