يعيش المطرب الكبير محمد منير تجربة غنائية فريدة من نوعها فى ألمانيا، حيث يشارك مع الفريق الألمانى «ich und ich» فى جولة غنائية بين أنحاء ألمانيا حيث زاروا خلالها 22 مدينة قدموا فيها فنونهم الخاصة وتجربتهم مع الملك محمد منير، والتى كانت أهم محطة فيها هى أغنية مشتركة بعنوان «ياسمينا»، والتى حققت رواجا كبيرا هناك بما تتضمنه من مزج لموسيقى النوبية بالشكل الغربى فى التنفيذ. وهو ما جعل الجماهير الألمانية تستقبل العمل بحفاوة بالغة والمعروف أن أوروبا بصفة عامة تحتفل دائما بالموسيقى التى تنبع من الجذور. ومن هنا كان هذا التقارب الفنى بين منير و«ich und ich»، وعندما نجحت تجربة الاسطوانة، قرروا استغلال ذلك فى سلسلة حفلات ليستمع الجمهور الألمانى عن قرب بهذه التجربة. وخلال وجوده بألمانيا خص منير «الشروق» باتصال هاتفى لينقل تلك الأجواء، التى يعيشها هناك، والتى بدأها بقوله: إنها رحلة الحلم والغناء، كل شىء منظم وفق برنامج زمنى دقيق. الحضور الجماهيرى، كما يقول منير يتراوح بين 10و20 ألف مشاهد الكل يرقص ويغنى دون وجود أى شىء يعكر هذا الحلم.. المكان معد للجماهير تدخل وتخرج فى انسيابية ونظام لأنه فى الأساس أنشئ لهذا الغرض، وهذا ما طلبت تنفيذه فى مصر منذ فترة طويلة لأننا إلى الآن لا نملك قاعة موسيقية تستوعب كما كبيرا من الجماهير، ونحن لسنا أقل من أى دولة. وأعود وأطالب والكلام للملك بإعداد مسارح مؤهلة لاستقبال أكبر عدد من الجماهير، حتى لا نسمع عما يحدث من تحرش بين الشباب والبنات، كما حدث فى الكثير من حفلات الساحل الشمالى وغيرها، وهو أمر مهين لأن الغناء خلق لتهذيب الروح، والاستمتاع به، وليس لمثل هذه التافهات. لذلك فأنا عندما أشاهد ما يحدث فى أوربا أكون حزينا على ما يحدث عندنا أحيانا، نحن دولة عظيمة ورائدة فى كل شىء الفنون، والعلماء ولا ينقصنا سوى مزيد من التنظيم لأن الحفلات الموسيقية حماية للشباب من الجلوس على المقاهى أو «النواصى» من أجل المعاكسات، لذلك كنت أتمنى أن يكون معى كل المصريين لكى يشاهدوا عن قرب ما يحدث. وقال منير: «المسارح والتقنية التى عليها ليست هى الشىء الوحيد المبهر، لكن هناك أمورا أخرى منها مشروع كنت قد طلبت من الأوبرا المصرية تنفيذه فى حفلاتى، ووجدتهم هنا يطبقونه». والفكرة ليست صعبة أو مرهقة لأحد لأنها عبارة عن استضافة فرق غنائية شابة ابتداء من السادسة مساء، وحتى قبل صعودى على المسرح بساعة مثلا.. فى هذه الفترة سوف يتعرف جمهورى أو جمهور غيرى من المطربين الكبار على هذه التجارب الشابة، ومن هنا سوف نكسب أجيالا جديدة من الفنانين، الذين لا يجدون مكانا، ولو وجدوا المكان لن يجدوا الجماهير. هنا فى ألمانيا تقوم بذلك الشركات المنظمة للحفلات، لسبب بسيط وهو إعداد هذه الفرق حتى يتم تكوين قاعدة جماهيرية وبعد سنوات سوف يكون لها تأثير، وبالتالى لن يتحملوا دعاية كبيرة من أجلهم. هذا هو الفكر عندهم وعندنا. لذلك هم يتقدمون ونحن محلك سر. وقال منير: «هذه الرحلة أفادتنى فنيا رغم أنها مرهقة جدا لأنك كل يوم فى مدينة مختلفة، ولكن العائد الفنى يفوق أى تعب لأنك ببساطة شديدة تطلع على أشكال موسيقيه مختلفة، وتحتك بجماهير لا تتعاطف معك ألا عندما تستمتع بأدائك، هنا فقط تشعر أنهم معك، يغنون ويصفقون، ويرقصون. وهم عاشقون للفنون ذات الطابع الجديد والغريب عليهم. كما أنك خلال هذه التجربة تطلع على أحدث ما وصلوا إليه فى الصوت والإضاءة. وأنت تعلم أنها روح الحفلات، التى تقام فى الأماكن المفتوحة. وقال منير: سوف أحصل على إجازة لمدة أسبوع من هذه الجولة من يوم 3 مايو، حيث أعود للقاهرة من أجل بعض الارتباطات ثم أعود لاستئناف الجولة مع هذا الفريق. وأضاف منير: خلال وجودى فى ألمانيا أتابع أيضا العمل فى ألبومى الجديد، والذى يشهد أكثر من تجربة موسيقية جديدة. لأننى حريص فى كل رحلاتى أن أتابع ما يحدث عالميا وأقوم بتطبيقه. وهذا هو دور الفنان الاطلاع والتطبيق.. وتابع: قمت بإعادة توزيع أغنية «فى عينيكى غربة»، حيث تم وضعها فى إطار موسيقى التانجو، وهذا اللون لم يقدم فى مصر من 60 سنة. قام بالتوزيع الموسيقى لويس بوردا، وهو موسيقى أرجنتيتى. كما أن هناك أغانى أخرى أعدها مع رومان بونكا. وكشف منير أن ألبومه المقبل سيكون من إنتاج شركة مصرية كبيرة، وقال: عقدت جلسة مع المسئولين عنها، وسوف نعلن التفاصيل فى وقتها.