بينما يحتفل العالم بيوم المرأة المقرر في 8 مارس من كل عام، تكافح المرأة الفلسطينية في ظل أوضاع مروعة، ما بين شهيدة، أو جريحة، أو أسيرة، أو أرملة، أو يتيمة، أو نازحة من مكان لآخر، في ظل عدوان إسرائيلي غاشم متواصل، حيث يسطرن ملاحم بطولية في الصمود بوجه الاحتلال وممارساته الوحشية. وهذا العام، تتجه الأنظار للأوضاع المأساوية للمرأة الفلسطينية في غزة، التي تتحمل بمفردها أحيانا، وطأة ويلات الحرب وتداعياتها، من تهجير ونزوح، لا سيما مواجهة احتمالات فقدان المعيل والترمل وحماية الأطفال وإطعامهم والعناية بصحتهم، في ظروف يواجه فيها الغزيون شبح المجاعة. * النساء يمثلن نحو 30% من شهداء غزة أودى القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 154 يوما، بحياة 9 آلاف امرأة، فضلا عن معاناة 60 ألف سيدة من سوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية، أي ما يعادل نحو 30% من عدد الشهداء، وفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وأوضح الجهاز أن 75% من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72 ألفا و156 جريحا، من الإناث. كما شكّلت النساء والأطفال 70% من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص. وأشار إلى اضطرار قرابة مليوني شخص للنزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث، وأن جيش الاحتلال يخفي قسريا أعدادا غير معلومة من النساء، اعتقلهن خلال الحرب. * معاناة الأسيرات الفلسطينيات وتعاني الأسيرات الفلسطينيات، اللائي لا يعرف عددهن بالتحديد، حيث تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي معهن سياسة الإخفاء القسري، لكن العديد من التقارير الحكومية والبلاغات المقدمة من السكان في غزة تبين أن هنالك أكثر من 200 سيدة معتقلة خصوصا في مدينة غزة وشمالي القطاع، ولا يزال معظمهن معتقلات بجانب 3 آلاف من الذكور؛ الرجال والأطفال. وتشير تقارير إلى تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بمن فيهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به. * الفلسطينيات يفتقدن الرعاية الصحية وفق الإحصائيات، فإن 5 آلاف سيدة حامل في غزة يلدن شهريًا في ظروف قاسية، وغير آمنة وغير صحية، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، وعمليات التهجير، والتشريد القسري، كما يشكلن ما نسبته 49% من القطاع، معظمهن في سن الإنجاب في ظل ظروف وأوضاع صحية ونفسية متفاقمة، وفقًا لمؤسسات ومنظمات دولية، وإقليمية، ومحلية. وتجرى الولادة في ملاجئ أو دورات مياه عامة أو خيام ، ونادرا ما تحصل الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى المستشفيات في غزة على مستوى الرعاية الصحية الضرورية. * معاناة الفلسطينيات العاملات هناك جانب آخر من المعاناة التي تعيشها النساء في غزة يتمثل في ظروف العمل الصعبة خلال الحرب؛ مثل الإعلاميات والعاملات في القطاع الطبي، واللواتي أودت الحرب بحياة كثير منهن، خصوصا مع استهداف قوات الاحتلال لمنازلهن. * مناشدات عالمية وفي هذا اليوم الذي يعنى بالمرأة عالميا، تتعالى الأصوات بمناشدة الدول والمنظمات الدولية بتطبيق شعاراتها الداعمة للمرأة والمناصرة لها والعمل الفوري والجاد لوقف الحرب الإسرائيلية غير الأخلاقية على قطاع غزة، كخطوة أولى نحو استرجاع الحد الأدنى من مقومات الحياة البشرية.