بعد غياب ربما أكثر من عشر سنوات كاملة تذكرت السينما واحدا من أعمدتها فى فترة الثمانينيات السيناريست بشير الديك الذى سوف يتم تكريمه فى المهرجان القومى للسينما وسوف يعرض له قريبا فيلم «للكبار فقط» «الشروق» التقت بشير الديك الذى تحدث عن تكريم المهرجان وفيلمه الجديد * كيف ترى تكريمك فى المهرجان القومى للسينما وهل تعتقد أنه تأخر بعض الشىء؟ مطلقا لم يتأخر ففى رأىى أن أجمل التكريمات هى التى تحدث وما يزال المبدع مستمرا فى عطائه وأن يكون التكريم على ما مضى وعلى ما يحدث الآن بالفعل وأن يكون دفعة لما هو قادم وإن كان القادم فى علم الله وأفضل ما فى تكريم المهرجان القومى أننى مازلت مساهما فيما يحدث فاعلا على أرض الواقع الفنى محاولا اكتشاف ما يجول فى عقل وقلب الإنسان المصرى فى ظل حالة السيولة فى الأحداث التى تتطلب رؤية فنية أيضا. * كيف تم اللقاء بينك وبين مخرج فيلم «عذرا للكبار فقط» الذى أعادك للسينما؟ هذه التجربة أنا سعيد جدا بها لأنها تضعنى فى اختبار حقيقى لرؤيتى لعالم هذا الجيل من الشباب فمحمد جمال العدل مخرج واعد كنت مشرفا على مشروع تخرجه فى المعهد وفوجئت أنه هو ومجموعة أخرى من الشباب متابعون جيدون لما قدمناه فى السينما ويكادون يكونون حافظين للجمل الحوارية التى كتبتها فى أفلامى زمان، وأنا كنت متخيلا أن هناك حالة انفصال بينى وبين هذا الجيل بسبب الأفلام التى انتشرت فى المرحلة الأخيرة التى كان الاستسهال هو السمة الغالبة لها وبصراحة كنت أظن أن الجيل كله يهوى الاستسهال ولكنى سعدت جدا به وبأصدقائه. * وكيف حدث التعاون الفنى بينكما؟ - تحدث معى محمد مرة وقال إنه وجد فى مكتبهم للإنتاج سيناريو الفيلم ويريد أن يقوم بإخراجه وطلب لقائى وبالفعل التقيت به ووجدت لديه حماسا للعمل معى ووجدته يعى الرسالة الحقيقية للفيلم وهو ما جعلنى أشعر بفخر أننى استطعت أن أصل لجيل الشباب لكنى طلبت منه أن أعيد كتابة الفيلم الذى سبق وأن كتبته عام 2000 حتى يكون السيناريو ملائما للأحداث الحالية ووجدت لديه هو الآخر بعض التصورات الجديدة التى اتفقت معه فيها وبعدها تركته تماما يختار كل عناصر عمله وهو اختارهم من جيله تقريبا. * وهل كان لك رأى فى اختياراته هذه وبصفة خاصة أبطال الفيلم؟ - كنت سعيدا بهذه الاختيارات التى اتضح منها أنه يعرف جيدا المطلوب من الفيلم فهو اختار عمرو سعد الذى أعتبره واحدا من الممثلين الجيدين فى السينما الآن واختار خالد الصاوى وهو اختيار موفق جدا وكان اختياره لزينة مفاجأة لى وكان أداؤها فى الفيلم مفاجأة أكبر فسوف ترون زينة مختلفة تماما عن أى مرة شاهدتموها فيه واختياره لصفاء الطوخى كان موفقا جدا أيضا أما عن عناصر العمل الأخرى فللحقيقة لم أكن أعرفها ولكنى واثق فى اختياراته والنتيجة سوف تثبت ذلك. * هل تعتقد أن الأزمة السينمائية الآن فى طريقها للحل فى ظل هذه الخطوات التى تشهد تعاونا بين أكثر من جيل أم لايزال الوقت مبكرا للحكم بذلك؟ الوقت مبكر جدا، فمن الأساس حدثت قطيعة مفاجئة وغير مبررة بين هذه الأجيال ونتج عن ذلك جيل أحدث ضجة كثيرة بدون أى عمق وشهدت هذه المرحلة غياب الصروح السينمائية التى كانت موجودة فى كل مرحلة من مراحل السينما وأتعشم ألا يظل الوضع على ما هو عليه الآن وأن تنتهى حالة الخصام هذه وأن يكون هناك درجة تعاون بين الأجيال خاصة أن هذا الجيل الذى يمتاز بطزاجة كبيرة قادر على أن يصنع صروحه الفنية ولديهم أحلام شبيهة بأحلامنا فى الثمانينيات والأكثر أن أدواتهم فيها قدر كبير من التطور. * وأنت هل ستكرر التجربة أم سوف تنتظر رد الفعل؟ أنا دائما ما أسعى إلى إحداث عملية التخصيب المتبادلة مع الشباب، وأنا بطبعى متمرد وأحتاج إلى من يتمرد على أوضاع ضحلة نعيشها وأعتقد أن الشباب هم أكثر الناس مقدرة على ذلك.