الالتهاب تعبير قديم معروف يلقى العلم الضوء عليه الآن فيمنحه أهمية خاصة يجب أن ينتبه إليها الإنسان. عادة ما يكون الالتهاب جزءا من كيفية استجابة الجسم لتهديد خارجى كالعدوى مثلا ومداهمة الإنسان بمخلوقات دقيقة مختلفة مثل الفيروسات أو الباكتيريا. يرسل الجسم خلايا خاصة لمهاجمة الغزاة وعزلهم والقضاء عليهم بل أيضا هناك خلايا خاصة مدربة على التهام الغزاة ومخلفاتهم وتنظيف أرض المعركة ثم العمل على شفاء الأنسجة المصابة فى محاولة لإعادتها لهيئتها الطبيعية الصحية السليمة. إنه نظام المناعة الطبيعية الذى وهبه سبحانه للإنسان ليدافع به عن نفسه فى معاركه مع الطبيعة فيما يعد استجابة مناعية لاستفزاز الغزاة. فى بعض الأحيان لا يتوقف هذا التفاعل المناعى إلى أجل غير مسمى يستمر كالنار تحت الرماد تغذيها العادات الصحية السيئة ونمط الحياة غير الصحى. نشاط الجهاز المناعى إذا ما استمر دون توقف يعد نيرانا صديقة فهو يدمر الأنسجة والأعضاء الهامة ويزيد من قسوة الإصابة بالربو والتهاب المفاصل الروماتويدى ومرض الأمعاء الالتهابى بل ويتسبب فى أمراض شرايين القلب ومرض السكر وزيادة الوزن والسكتة القلبية والدماغية. قد تكون هناك أسباب أخرى لا نفهمها حتى الآن لكن مقاومة التفاعلات الالتهابية فيما يبدو تتأثر بالعادات الصحية التى لا خلاف عليها منها اتباع نظام غذائى صحى وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على صحة الفم ومحاولة تقليل التوتر قدر الإمكان. أصبح من الواضح أن الحرص على تلك الوسائل التى تعد كلها فى متناول اليد له علاقة مباشرة بمقاومة التفاعلات الالتهابية فى الجسم. يمكنك بالطبع أن تراجع تلك القائمة من الوسائل الطبيعية لمقاومة الالتهاب وأن تختار منها ما يلائم ظروف حياتك وربما كان فى اتخاذها كلها أمر مستحب تجنى ثماره صحة وعافية: تناول السمك الدهنى مرتين أسبوعيا مثل السلمون والسردين والتونة من العادات الغذائية الصحية إذ تحتوى تلك الأسماك على قدر كبير من أحماض الأوميجا الدهنية المفيدة للقلب والمخ. إذ إن أحماض الأوميجا 3 تعمل على تعطيل إنتاج المواد الكيماوية التى تسبب الالتهاب بواسطة خلايا معينة فى الجهاز المناعى. قد تساعد أيضا على تثبيط أنواع التهاب الدماغ المرتبط بمرض الألزهايمر. احرص على الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمضاف إليها سكريات وتناول كل ما هو طازج من أنواع الفاكهة والخضراوات. اهتم بقدر من البقوليات والحبوب الكاملة والأسماك والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون والكانولا. الجأ للنوم دائما فى فراش مريح ومرتبة لا تجعلك متقلبا فى فراشك فإن النوم المضطرب ولو لليلة واحدة يحفز التفاعلات الالتهابية فى الدم، النوم الهادئ كل ليلة دون شك من أهم عوامل الاستمتاع بصحة جيدة. غسيل الأسنان بانتظام واستعمال الخيط لتنظيفها أمر بالغ الحيوية فإن الفم كما يقال بوابة شرايين القلب، فالباكتيريا يمكنها أن تنتقل بسهولة إلى القلب والدماغ والرئتين. اخرج دائما للنزهة. التمارين الهوائية مثل المشى السريع: الحركة تساعد على تقليل الدهون فى الجسم تلك التى تحتوى على مواد محفزة للالتهاب، كما أن التمارين تزيد من إنتاج الهرمونات المحفزة للسيطرة على الالتهاب. مارس بعضا من تمارين التنفس العميق إنها تؤدى للسيطرة على مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب بل وتخفف من أعراض الإجهاد المستمر. تلك اختيارات كلها سهلة ويمكنك ممارستها دون جهد يذكر اختر منها ما يروقك وتابع تقدمك وارصد مدى ما يمكن أن تحققه لك من نمط صحى للحياة مقاوم للالتهاب.