لماذا يتجاهل نتنياهو التحذيرات المتكررة من الجيش والشاباك؟

تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الرابع مع ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 24 ألف شهيد منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها أمس، أن: "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل تعريض إسرائيل للخطر لأجل بقاء حكومته".
وتابعت الصحيفة أن ما سبق هو الاستنتاج الوحيد وراء تجاهل نتنياهو "الإجرامي" للتحذيرات المتكررة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك".
كما ذكرت الصحيفة أن التراجع الديمقراطي في إسرائيل لم يتوقف خلال حرب غزة بل أصبح الأمر أسوأ من نواحٍ عديدة بوجود مزيد من المراقبة ومزيد من الأسلحة وحرية تعبير أقل.
وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من إيقاف خطة نتنياهو لإضعاف السلطة القضائية قانون المعقولية الذي يحد من سلطة القضاء على الحكومة إلا أن الحرب تسمح نتنياهو بالوصول إلى العديد من أهدافه".
* الشاباك يحث رئيس الوزراء نتنياهو على معارضة اليمين المتطرف لتجنب اشتعال الضفة الغربية
قدم جهاز الشاباك وثيقة تحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التحرك بشكل عاجل لمنع تصعيد وشيك في الضفة الغربية، بحسب إعلام التليفزيون الإسرائيلي يوم الجمعة.
المؤسسة الأمنية حثت نتنياهو منذ أشهر على التراجع عن قرارات مجلس وزراء الاحتلال التي اتخذت بعد الحرب لحجب مئات الملايين من عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية ومنع عودة حوالي 150 ألف فلسطيني إلى العمل داخل إسرائيل والمستوطنات.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنه تم اتخاذ القرار الأول في إطار جهود إسرائيل للانفصال عن غزة، نظرًا لأن بعض عائدات الضرائب لإسرائيل تستخدم لدفع رواتب الخدمات والموظفين في القطاع.
وحذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن هذه السياسات تخاطر بانهيار السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية بالفعل، الأمر الذي سيجعل إسرائيل مسؤولة عن تقديم الخدمات لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ولم تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع رواتب موظفيها، بما في ذلك أعضاء أجهزتها الأمنية، بالكامل لأشهر عدة، وتحذر وثيقة الشاباك التي نقلتها القناة 13 من أن هذا قد يؤدي إلى قيام قوات السلطة الفلسطينية بتحويل أسلحتها إلى القوات الإسرائيلية بعد عقود من التعاون الذي يقول الجيش الإسرائيلي أنه يعود إليه الفضل في كبح الهجمات والحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية.
كما دعت الولايات المتحدة إسرائيل مرارًا إلى تسليم عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها تابعة لسلطة رام الله، متهمة إسرائيل فعليا بسرقتها.
كما حذر مسؤولو إدارة بايدن من أن عدم القيام بذلك يخاطر بفتح جبهة أخرى في الضفة الغربية تضاف إلى الحرب في غزة وتصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله.
* لماذا يتجاهل نتنياهو التحذيرات المتكررة من الجيش الإسرائيلي والشاباك؟
أشارت «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن ثبوت موقف نتنياهو بعدم الاستجابة لتحذيرات الشاباك وجهاز الأمن الإسرائيلي من تفاقم الوضع في الضفة، يأتي مقابل معارضة الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش لذلك.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يحتاج إلى دعم الوزيرين اليمينيين المتطرفين للحفاظ على ائتلافه الحكومي من الانهيار.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وغيره من كبار القادة العسكريين نقلوا تحذيرات وقالوا إن إسرائيل تخاطر بفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية وسط الحرب ضد حماس في قطاع غزة والاشتباكات المستمرة على الحدود الشمالية مع حزب الله اللبناني.
وذكر التقرير أنه تم تحذير الأعضاء الآخرين في حكومة الحرب وزير الدفاع يوآف جالانت والوزير بيني جانتس أيضا من احتمال حدوث اضطرابات كبيرة في الضفة الغربية.