اتهم حزبان سياسيان في شرق السودان الحزب الحاكم اليوم الثلاثاء، بالتزوير واللجوء إلى الترويع لتحقيق فوز كاسح في منطقتهما الفقيرة التي تفتقر إلى التنمية. وأجرى السودان أول انتخابات تنافسية منذ 24 عاما في إطار اتفاق سلام عام 2005 الذي كان مفترضا أن يعيد البلاد المنتجة للبترول إلى المسار الديمقراطي بعد عقود من الحرب الأهلية. وقاطعت معظم أحزاب المعارضة الانتخابات قبل بدء الاقتراع مشيرة إلى مخالفات كما قال مراقبون أن الانتخابات السودانية لم ترق إلى المعايير الدولية. ومازال المسئولون يفرزون الأصوات في مناطق عدة لكن النتائج القليلة التي أعلنوها تظهر فيما يبدو فوزا كبيرا لحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير. لكن حزب مؤتمر البجا في شرق السودان المتحالف رسميا مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أعلن أنه تمكن من الفوز بمقعد واحد في المجلس المحلي لولاية البحر الأحمر لكنه لم يفز بأي مقعد في البرلمان الوطني. وقال عبد الله موسى وهو مسئول رفيع في حزب مؤتمر البجا في بورسودان، إن ممثلي حزبه ضبطوا ممثلي حزب المؤتمر الوطني وهم يفرغون صناديق الاقتراع وأنهم طردوا ممثلي حزبه من مراكز الاقتراع خلال عملية التصويت والفرز. وأضاف أن حزبه فاز بهذا المقعد الوحيد في المجلس المحلي للولاية لأنها منطقة صغيرة تعيش بها عائلة واحدة وتمكن الشبان من حراسة العديد من مراكز الاقتراع بأسلحة صغيرة خلال الليل. يُشار إلي أن شرق السودان له دور مهم في اقتصاد البلاد المعتمد على البترول لأن به الميناء التجاري الوحيد وخطوط أنابيب البترول. وطبقا لنتائج رسمية من دائرة انتخابية أخرى في ولاية البحر الأحمر فاز مرشح حزب المؤتمر الوطني بنحو 18 ألف صوت مقابل 839 صوتا لحزب مؤتمر البجا بشرق السودان. ووقع حزب مؤتمر البجا اتفاق سلام مع الخرطوم عام 2006 منهيا تمردا مستمرا في شرق البلاد. وأصبح زعيم الحزب مساعدا للرئيس. لكن الحزب شكا من استمرار إهمال حكومة الخرطوم للمنطقة رغم الاتفاق. وجدير بالذكر أن البجا هم من أكبر قبائل شرق السودان. ومن جانبه أعلن طاهر علي مرشح الحزب الديمقراطي لشرق السودان أنه سافر إلى الخرطوم ليشكو من مخالفات عدة. وخسر علي السباق على مقعد في البرلمان الوطني أمام وزير الداخلية مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم, وقال علي أن أنصار حزبه غاضبون ويريدون النزول إلى الشوارع وأن مسئولي الحزب يحاولون تهدئتهم. وأرجأت المفوضية القومية للانتخابات إعلان النتائج متعللة بمشاكل تقنية لكنها قالت إنها عادت إلى المسار وتأمل في إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية بحلول نهاية الأسبوع. وقالت الولاياتالمتحدة أمس الاثنين أن انتخابات السودان لم تكن حرة ولا نزيهة لكنها ستتعامل مع الفائزين في مسعى لحل نزاعات داخلية قبل استفتاء عام 2011 الذي يمكن أن يؤدي إلى استقلال جنوب السودان.