اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن عام 2024 سيكون بالغ الأهمية؛ معللة ذلك بأن مستقبل غزة والضفة الغربية ربما يتوقف على ما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيعود إلى البيت الأبيض وكذلك نتيجة الحرب في أوكرانيا. *صراع غزة يصل إلى الضفة الغربية وذكرت "جارديان"، خلال تقرير عبر موقعها الإلكتروني، أمس السبت، أن خامس وأعنف حرب في غزة لا تظهر أي مؤشرات على التباطؤ أو التوقف. وقال مسئولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهم يتوقعون استمرار الحرب حتى يناير قبل أن يمكن إجراء فترة هدنة إنسانية ثانية أو تبادل للأسرى. وفي حين أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن صبره ينفذ بشأن الخسائر الهائلة في أرواح الفلسطينيين، لم تقدم إدارته على خفض المساعدات العسكرية أو مبيعات الأسلحة والذخائر. وقالت "جارديان" إنه لا يزال غير واضح كيف سيبدو يوم غد، مشيرة إلى أن نتنياهو يرفض عودة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة. وفي حين أن الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة في إسرائيل غير مستقرة، فإن نتنياهو عاقد العزم على البقاء في المنصب. وبحسب الصحيفة البريطانية، قد يمتد القتال إلى القدسالشرقية والضفة الغربية، حيث يوجد مقاتلون نشطون ومستويات أعلى من الدعم الشعبي للمقاومة، فيما يظل خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني مرتفعاً. كما رأت "جارديان" أن ما سيبدو عليه عام 2024 في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة سيعتمد على ما إذا كان بايدن سيفوز في انتخابات الرئاسة في نوفمبر؛ حيث إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب داعم قوي لليمين الإسرائيلي، ويمكن أن يمنح موافقته على سياسات مثل ضم الضفة الغربية. * المعركة الأخيرة على البيت الأبيض ستبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 وكأنها حلقة ثالثة ضمن ثلاثية، بحسب "جارديان"، حيث كان هناك فوز ترامب على هيلاري كلينتون عام 2016، ثم هزيمته أمام بايدن عام 2020، والذي تبعه إنكار انتخابي واقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في يناير عام 2021. وفي نوفمبر المقبل، سنشهد ما وصفه ترامب ب"المعركة الأخيرة". ومن المتوقع أن يتغلب على منافسيه بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري: رون ديسانتيس، ونيكي هيلي. وبعد ذلك، سيسعى للعودة إلى البيت الأبيض بينما يجابه 91 تهمة جنائية في أربع ولايات، الأمر الذي يرفع احتمال تنقل ترامب كمرشح رئاسي بين التجمعات الانتخابية وقاعات المحاكم. وقالت "جارديان" إن بايدن يقف في الطريق، حيث يمكنه الإشارة إلى اقتصاد معافى، وقائمة طويلة من الإنجازات التشريعية، ودعم قوي للحقوق الإنجابية، لكنه بعمر 81 عاما يعتبر أكبر رئيس أمريكي في التاريخ. وفي حين تطرح تساؤلات حول ما إذا كان يتمتع بما يتطلبه الأمر لحملة طويلة ومرهقة، وما إذا كان بإمكانه استعادة الناخبين الشباب المحبطين من طريقة تعامله مع الحرب في غزة، يقلق بعض الديمقراطيين من أن الإجابة على ذلك هي "لا"، لا سيما أن سلسلة استطلاعات رأي تظهر فوز ترامب في مواجهات انتخابية افتراضية. *السويد والانضمام إلى الناتو* مر حوالي عامان منذ أعلنت فنلنداوالسويد عن رغبتهما في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي حين انضمت فنلندا إلى الناتو في أبريل الماضي، ليمثل ذلك أسرع انضمام إلى الحلف في تاريخه، تعثر طلب السويد عند العقبة الأخيرة، حيث لا تزال بانتظار الضوء الأخضر من تركيا والمجر. ورأى خبراء أن حدوث ذلك هو مسألة وقت وليس احتمال، في حين قال وزير دفاع السويد، بال جونسون في نوفمبر إنه على ثقة في انضمام بلاده قريباً إلى الناتو. وحال حدوث ذلك – حيث يقول خبراء إنها مسألة وقت وليس احتمال، كما أعرب وزير دفاع السويد بال جونسون في نوفمبر عن ثقته في انضمام بلاده قريباً إلى الناتو – سيعني انضمام البلد المحايد تاريخياً وستصبح جميع دول الشمال ممثلة في التحالف، مما يخلق قاعدة جديدة في شمال أوروبا، والأهم من ذلك، فإنه يجعل البلطيق بحر تابع للناتو. *عام حاسم لأوكرانيا وبحسب "جارديان"، تدخل أوكرانيا عاماً جديداً في أجواء ربما تكون أكثر كآبة من أي وقت مضى منذ بداية الحرب الروسية في فبراير عام 2022. وفي العام الأول من الحرب، كان هناك حشد وطني خلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومقاومة مذهلة، وسلسلة من المكاسب بساحة المعركة، التي دفعت الكثير للاعتقاد بأن النصر ربما يكون قريباً. لكن النصف الثاني من عام 2023 جاء مناقضاً لتلك الآمال، حيث كان هناك جمود بساحة المعركة، وارتفاع في حجم الخسائر وإنهاك، وتذبذب الالتزام الدولي، لا سيما من الولاياتالمتحدة، الحليف الرئيسي لأوكرانيا، حيث هدد الجمهوريون بعرقلة المساعدات المالية الأمريكية. علاوة على ذلك، في أوكرانيا، يتصاعد الخلاف المحتدم بين فريق زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة، فاليري زالوجني، ليصل إلى العلن. ورأت "جارديان" أن العام المقبل سيكون حاسماً للحرب ومستقبل أوكرانيا، لكن كيفية سير الأمور سيتوقف على عدة أشياء، ليس أقلها مدى استمرار قوة الدعم الغربي لكييف. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ما يحدث في موسكو سيكون مهماً، ومن المرجح أيضاً أن يكون المشهد السياسي المحلي في كييف مضطرباً.