كشفت التحقيقات فى قضية القرصنة الإلكترونية المتهم فيها ضابط شرطة ورجل أعمال و3 آخرون أن قرصانا من فيتنام زار مصر لتعليم المتهمين المصريين كيفية اختراق حسابات البنوك الأمريكية، وأنه عندما اكتشفت شركة سسترم الواقعة نصبت كمينا لضابط الشرطة وتمكنت من الإيقاع به، وتسليمه لمباحث الأموال العامة خلال كمين بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى. وأضافت التحقيقات أن المتهمين استمروا فى اختراق حسابات بنوك أجنبية لمدة 5 سنوات متواصلة دون أن تعلم الجهات الأمنية شيئا، حيث اكتشف البنك العربى الأفريقى أن الضابط حاول شراء هاتف محمول على نفقة عميل أمريكى. يباشر التحقيق أحمد الركيب رئيس نيابة جنوبالجيزة بإشراف القاضى حمادة الصاوى، المحامى العام الأول. وقال هادى عبدالمنعم جرانة مدير شركة سسترم الكائنة بالكيلو 4.5 بطريق مصر إسكندرية الصحراوى أمام فندق الواحة إن الشركة تسوق أجهزة وبضائع من خلال موقعها الإلكترونى، حيث يدخل المشترى على الموقع الإلكترونى للشركة، ويقدم طلب شراء الأجهزة التى يريدها ويحدد كيفية السداد، فإذا كان بموجب كارت ائتمان، فإن الشركة تعلم طالب الشراء بوجود اتفاق بينها وبين البنك العربى الأفريقى بأن يحصل نيابة عنها ثمن الشراء ليضعه فى حساباها بالبنك، وترشد الصفحة الإلكترونية للشركة طالب الشراء بأنه موقعها يتضمن صفحة خاصة بالبنك العربى الأفريقى، ويجب ملء بياناته فى هذه الصفحة شاملة رقم البطاقة الائتمانية الخاصة بالمشترى، حيث يتأكد البنك من صحة بياناتها من البنوك، التى أصدرتها ورصيدها المالى، بعدها يرسل البنك للشركة موافقته على إتمام عملية الشراء، ثم يحضر العميل بنفسه إلى مقر الشركة لتسلم الأجهزة التى اشتراها. وأضاف مدير الشركة فى شهادته أمام النيابة أن الشركة تلقت فاكسا من ضابط الشرطة بصورة بطاقته الشخصية وبطاقة ائتمان صادرة من بنك كريدى أجريكول مطموسة الأرقام، وكتب ضابط الشرطة رقما لا يخصها فى ورقة أخرى، وبإرسال الرقم المزعوم للبنك العربى الأفريقى، استعلم من بنك كريدى أجريكول عن مالك البطاقة الائتمانية، فتبين أن الرقم المزعوم يخص بطاقة ائتمانية لمواطن أمريكى. وأوضح مدير الشركة أن الشركة اكتشفت عملية النصب، وأبلغت مباحث الأموال العامة بالواقعة، حيث طلبت المباحث مجاراة ضابط الشرطة، والاتصال به للحضور على مقر الشركة إيهامه بالموافقة على طلبه بشراء المحمول. وواصل مدير الشركة بأن ضابط الشرطة حضر بالفعل، وتم إبلاغ مباحث الأموال العامة التى نصبت كمينا أسفل مقر الشركة، ولدى تسلمه الهاتف المحمول، ألقت مباحث الأموال العامة القبض عليه. وبتفتيش الضابط عثر بحوزته على بطاقتين شخصيتين، كما تبين أن مديرية أمن الشرقية التى يعمل بها، أوقفته عن العمل لارتكابه سلوكيات مشبوهة. بينما قال الضابط محمد محمود عبدالمنعم، نقيب شرطة بمديرية أمن الشرقية، إنه حضر إلى مقر شركة سسترم يوم 28 فبراير الماضى لاستلام هاتف محمول اشتراه له صديق يدعى محمود شرف وشهرته «عبقرينو» عبر الإنترنت. وروى ضابط الشرطة قصة القبض عليه قائلا: لى جار فى محل سكنى بالزقازيق يدعى محمود شرف، ونظرا لإلمامه الواسع بعلوم الحاسب الآلى، أطلق عليه الشباب لقب «عبقرينو النت»، حيث كان يوفر لأصدقائه تذاكر طيران وحجزا بالفنادق، ويبيعها لهم بنصف ثمنها فقط، كما اشترى هواتف محمولة من عدة شركات بأقل من سعرها المعلن فى السوق، ولم يكن أحد يعرف لماذا يبيع «عبقرينو» التذاكر وأجهزة المحمول بأقل من سعر تكلفتها». وكشفت التحقيقات أن عبقرينو كان يخترق حسابات بنوك بريطانية وأمريكية منها «USA» بنك بالولايات المتحدةالأمريكية، ويحصل على أرقام كروت الائتمان الشخصية الخاصة بالمواطنين الأمريكيين، ويشترى التذاكر والهواتف على نفقتهم دون علمهم، ثم يبيعها لأصدقائه المصريين بنصف ثمنها حيث يحصل عليه لنفسه. كما أضاف ضابط الشرطة بالتحقيقات أنه طلب من صديقه عبقرينو أن يشترى له هاتفا محمولا بالتقسيط من على الإنترنت، وبالفعل أخبرنى صديقى عبقرينو أن الهاتف سيكون موجودا بشركة سسترم بعد 3 أيام، وطلب منى التوجه لمقر الشركة لتسلمه، لوجود مشكلات بين عبقرينو والشركة. وأوضح الضابط أن الشركة اتصلت به، وطلبت منه صورة ضوئية من بطاقته الائتمانية، فأرسلها بالفاكس. بينما قال المتهم الثانى محمود محمد شرف، 22 سنة، وشهرته «عبقرينو» طالب بمعهد العبور للتكنولوجيا المتطورة، ويعمل بمقهى إنترنت يدعى سبيسى بالزقازيق، أنه يحترف التعامل مع الإنترنت، وخلال التصفح على شبكات الإنترنت تمكن من التعرف على عدة مواقع مشبوهة تخترق حسابات البنوك الأجنبية، وتحصل على بيانات البطاقات الائتمانية للعملاء، وتبيع البيانات لمن يرغب مقابل المال، ثم يستخدمها فيما بعد فى الشراء بهذه البطاقات. وأضاف عبقرينو أنه حصل على البيانات عدة بطاقات ائتمانية لأجانب من خلال شخص فيتنامى الجنسية تعرف عليه خلال الدردشة على الإنترنت. ولفت إلى أنه تقدم بدعوة للفيتنامى منذ سنتين لزيارته بمصر لتعليمه اختراق المركز الرئيسى، الذى يقوم باختراق جميع البنوك والحصول على معلومات عملائها. وأضاف عبقرينو فى التحقيقات أنه استضاف الشاب الفيتنامى فى فندق بشرم الشيخ لمدة 10 أيام، وتم دفع تكاليف الإقامة من خلال بيانات بطاقة ائتمانية مسروقة. وأوضح أنه طلب من الفيتنامى أن يعلمه كيفية القرصنة واختراق المواقع الإلكترونية الخاصة بالبنوك الأمريكية ومعرفة الأرقام الخاصة بالبطاقات الائتمانية الخاصة بالعملاء. وأضاف أن الفيتنامى أعطاه برنامجا يمكنه من خلاله الاختراق مواقع البنوك والحصول على أرقام البطاقات الائتمانية دون معاناة وأن يصرف منها أموالا بطريقته الخاصة دون أن يكتشف أحد الأمر. أكدت تحريات مباحث الأموال العامة أن المتهمين اخترقوا موقع البنك الأمريكى على شبكة الإنترنت، وحصلوا على بيانات بطاقات ائتمانية خاصة بعملاء أمريكيين الجنسية، وأضافت التحريات أن المتهمين اتبعوا أسلوبا احتياليا فى الحصول على البيانات، وهى تقليد صفحة إلكترونية على غرار الصفحة الإلكترونية الخاصة بالبنك الأمريكى بإرسال رسائل خادعة من خلال تلك الصفحة المزورة وإرسال رسائل إلى عملاء البنك الأمريكى يطالب فيه العملاء إرسال أرقام بطاقتهم الائتمانية وجميع البيانات الائتمانية الخاصة بهم بالبنك، مؤكدين أن البيانات، التى كانت موجودة بالبنك تعرضت للتلف، وهذا الأمر أدى إلى إرسال بعض العملاء البيانات الخاصة ببطاقاتهم الائتمانية معتقدين أنهم يرسلون البيانات إلى البنك الأمريكى، وبذلك استولى المتهمون على بيانات العملاء الأجانب، واستخدموها فى عمليات النصب على البنوك والشركات. كما أكدت تحريات المباحث أن المتهمين اشتروا أكثر من 50 جهاز حاسب آلى و10 هواتف محمولة من خلال عمليات القرصنة، كما استولوا على مبالغ طائلة من البنوك.