قبل أسابيع قليلة من انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشعب، انتهى أمين التنظيم بالحزب الوطنى أحمد عز من سلسلة جولات مكوكية فى المحافظات، فى محاولة «للم الصف» وإعطاء «تكليفات محددة» للقيادات التنظيمية. الرجل الحديدى زار 5 محافظات فى صعيد مصر، بدءًا من الأقصروقنا وأسيوط والمنيا وصولا إلى الجيزة. وحيثما توقف عز، التقى قيادات من الوطنى، وأعضاء أمانات المحافظات وأحيانا نوابا للشعب أو للشورى. وفى كل مرة كان يروج للتعبير المفضل لديه عن «الالتزام الحزبى»، فهذا هو الهدف الرئيسى من زياراته. الحزب الحاكم لا يريد «تكرار أخطائه السابقة» ب«تعبير قياداته» ويترك أعضاء الوطنى يتنافسون على نفس المقعد فى الدائرة نفسها، كما يمنع أعضاءه الذين يحتلون مناصب تنظيمية، باستثناء أعضاء الأمانة العامة، من خوض أى انتخابات. «هى فكرة عز فى الأساس لكن الوطنى يساند هذه الضوابط حتى لا يكون هناك استغلال لنفوذ القيادات فى المحافظات» بتعبير قيادى بارز بالوطنى. ويشهد التجديد النصفى للشورى خروج 132 نائبا، من بينهم 88 يتم اختيارهم عبر صناديق الانتخابات، فى حين يتم تعيين 44 آخرين. ونقل عن عز قوله إن اختيار المرشحين سيعتمد بالأساس على المجمعات الانتخابية، أى أن الاختيار يأتى من الدائرة وليس من الأمانة العامة فى القاهرة. المحطة الأكثر إثارة كانت فى قنا حيث حل أمين التنظيم ضيفا على النائب عبدالرحيم الغول فى قريته الشرقى بهجورة التابعة لمدينة نجع حمادى. وقبل يومين من محاكمة المتهمين فى أحداث نجع حمادى، استقبل أهالى القرية أحمد عز على أنغام الموسيقى الصعيدى، ونقل الحزب الوطنى عبر موقعه على الإنترنت تصريحات عن أحمد عز يشيد فيها بزميله النائب ورئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب. «الغول لا يحتاج لمن يدافع عنه فهو صاحب باع طويل فى الخدمات الجماهيرية لأبناء دائرته ومختلف مراكز محافظة قنا تحت قبة البرلمان»، هكذا قال أمين التنظيم فى بحضور أعضاء الكتلة البرلمانية للوطنى فى قنا، وهو ما تم تفسيره على أنه دعم سياسى للغول، رغم الحديث فى أروقة الوطنى عن غيابه من البرلمان القادم مع وجوه أخرى «أثرت سلبا» على صورة الحزب الحاكم. قبلها توقف عز فى الأقصر، التى شهدت أحدث تشكيل هيئة أمانة بعد إعلانها محافظة مستقلة بذاتها. أما فى الجيزة فقد التقى عز مع أمين الحزب بالمحافظة شريف والى ابن شقيق يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق، ونُسب إلى عز طلبه من القيادات وأعضاء المجلس المحلى إعطاء أصواتهم فى المجمع الانتخابى إلى حمدى خليفة، نقيب المحامين.