في محاولة لتصحيح الصورة السيئة عنه ، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان بمصر للمرة الأولى ، وأعرب عن ثقته في أنها تمثل شريكا استراتيجيا لإسرائيل وعنصرا مهما من عناصر تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، وتمنى لو تمكن من زيارتها. وقال ليبرمان – اليميني المتطرف – في كلمته بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الأربعاء عقب ساعات من توليه رسميا مهام منصبه : "ما يهمنا هو الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والعالمي .. ودائما ما أواجه سؤالا هو : ماذا عن مصر؟!" وأجاب عن نفسه قائلا : "مصر دولة موجودة منذ قديم الأزل .. وما زالت موجودة حتى الآن .. مصر عنصر مهم ودولة مهمة في العالم العربي ، وهي عنصر مهم لاستقرار الموقف الإقليمي ، وربما ما هو أبعد منذ ذلك". ومضى ليبرمان يقول : "بالتأكيد سأكون مسرورا بزيارة مصر ، وسأكون مسرورا أيضا أن يزورنا القادة المصريون هنا ، وأن يزورنا وزير الخارجية المصري (أحمد أبو الغيط) في مقر وزارة الخارجية (الإسرائيلية) ، إنني بالتأكيد أحترمهم ، وأريد منهم أن يحترموننا ...". ووصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تصريحات ليبرمان بأنها محاولة لتهدئة مخاوف القاهرة من وصوله إلى منصب وزير الخارجية وهو الذي أدلى بتصريحات في الماضي أساءت إلى مصر وقيادتها ، بما فيها تهديده بضرب السد العالي في أسوان. وبعيدا عن تصريحاته المهادنة تجاه مصر ، أدلى ليبرمان في وقت سابق بتصريحات أخرى غير مشجعة على الإطلاق فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين ، حيث أعلن أن إسرائيل لن تكون ملزمة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر السلام في أنابوليس في نوفمبر 2007 بشأن قيام دولة فلسطينية. وقال ليبرمان خلال مراسم تسلم مهامه من الوزيرة السابقة تسيبي ليفني في وزارة الخارجية أيضا عن هذا الموضوع : "ليس هناك سوى وثيقة وحيدة تلزمنا وهذه الوثيقة ليست مؤتمر أنابوليس .. بل خريطة الطريق". وتابع قائلا : "الحكومة الإسرائيلية والكنيست لم يصادقا يوما على أنابوليس". وجدير بالذكر أن خريطة الطريق هي خطة سلام دولية وضعتها اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) ، وتنص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ، وقد تم إقرارها في صيف 2003 ، غير أنها بقيت منذ ذلك الحين حبرا على ورق. واتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أنابوليس على إعادة إطلاق مفاوضات السلام للتوصل إلى اتفاق على قيام دولة فلسطينية ، وفق ما نصت عليه خريطة الطريق.