أوصت ندوة عقدها مركز إعلام مطروح، بضرورة إنتاج عمل فنى أو وثائقى لتخليد تلك معركة وادى ماجد، والتى قاوم فيها أبناء القبائل البدوية قوات الاحتلال البريطانى، بالإضافة إلى ضرورة إدراجها فى المناهج الدراسية كشكل من أشكال الكفاح ضد الاحتلال كمعركة دنشواى وكفاح مدن القنال، حيث إنها لا تقل أهمية عن تلك المعارك، كما طالب المشاركون بضرورة مخاطبة الجهات المعنية لإنشاء متحف وثائقى يعرض فيه مجموعة الصور التاريخية النادرة لمعركة وادى ماجد والحرب العالمية الأولى التى يبلغ عددها أكثر من 200 صورة. جاء ذلك خلال فعاليات ندوة تثقيفية، إدارتها الباحثة خلود رفعت بمركز إعلام مطروح فى اطار الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة مطروح والذى يتزامن مع إحياء الذكرى ال108، لمعركة وادى ماجد، وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بمطروح وإذاعة مطروح الإقليمية، تحت عنوان "وادى ماجد .. تاريخ الأجداد " بمشاركة عدد من الطلاب والأخصائيين ومعلمي التاريخ بالمدارس. وتحدث عبد الحميد القناشى مدير عام إذاعة مطروح الإقليمية عن دور إذاعة مطروح فى التأريخ والتوثيق لتلك المعركة الخالدة منذ نشأة الإذاعة، من خلال إجراء وتسجيل العديد من اللقاءات والبرامج الإذاعية مع بعض المجاهدين الذى عاصروا أحداث المعركة، بالإضافة إلى إنتاج وبث أعمال درامية حول المعركة مثل مسلسل "فراسين الوادى" الذى أنتج وأذيع عام 1994 بإذاعة مطروح ويعاد بثه على موجات الإذاعة من حين لأخر، بالإضافة إلى استضافة العديد من الشعراء وباحثى التراث الذين جسدوا تلك المعركة من خلال الكلمات الشعرية والبحوث. كما شارك بالندوة الباحث منعم العبيدى "عضو لجنة التراث بالمحافظة"، وصاحب بحث بعنوان معركة وادى ماجد الأولى، والذى تناول فى بحثه أحداث المعركة بالتفصيل، حيث ألقى الضوء على معركة وادى ماجد والتى بدأت يوم 11 ديسمبر عام 1915، حيث أكد أنه برغم أن تلك المعركة تعد أولى الثورات المسلحة ضد الاحتلال البريطانى، إلا أن تلك المعركة لم تأخذ حقها فى التاريخ المصرى. وأضاف أن أبناء القبائل فى صحراء مصر الغربية، واجهت قوات الجيش الإنجليزى، فى هذه المعركة وتمكنت من قتل قائد قواتهم الجنرال سيسل سنو "إسناو" الذى قالت عنه مذكرات العسكريين البريطانيين "إن خسارتنا فى هذا الضابط خسارة فادحة". وأوضح العبيدى أنه وصل عدد القوات البريطانية إلى 3000 جندى، بينما كانت القوات المصرية 134 جنديا، بالإضافة إلى المجاهدين من جميع أبناء القبائل بمطروح، وكان قد استشهد عدد من أبناء مطروح حوالى 88 شهيدا من ابناء القبائل البدوية، حيث تكبدت القوات البريطانية خسائر كبيرة فى الأرواح وخسائر فى العتاد والمؤن. واستعرضت الندوة عدد من الدروس المستفادة من هذه المعركة، أهمها تعاون واشتراك جميع القبائل البدوية بمطروح، مع الضابط محمد صالح حرب قائد قوات الهجانة المصرية والقائد العسكرى للمنطقة لمواجهة قوات الاحتلال البريطانى، فى العديد من المعارك بالصحراء الغربية ونزول الجيش المصرى على رغبة الشعب لبدء الكفاح المسلح، ضد المحتل بالإضافة إلى ظهور الشعر الشعبى، والذى يمثل ضمير المجتمع بتجسيد تلك المعركة وتناقلها عبر الأجيال.