سلط الكاتب الكبير أسامة سرايا الضوء على ماورد في حوار جريدة الشروق مع الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني، حيث أشاد خلال مقال له بصحيفة الأهرام، بالرسائل التي وجهها التوني لمطالبة شيوخ الفن بأن يستنكروا الجرائم البشعة ضد الإنسانية التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وضع أسامة سرايا لمقاله عنوان "حكاية فكرة.. التونى كعادته"، قال فيه: الفنان التشكيلى حلمى التونى هو المبدع المواكب للأحداث، فقد رصد إبادة غزة، وما يُرتكب ضد الإنسانية فيها من جرائم- بعيونه الفنية الثاقبة التى تسبق الجميع، كعادته، عندما خرج علينا يطالب شيوخ الفن فى مصر، ويوجه زملاءه، وهو شيخهم الراهن، لكى يسجلوا بفنونهم المختلفة، وبكل أشكالها، تلك الجريمة البشعة ضد الإنسانية كلها، والتى تدور رحاها فى غزة. وأضاف سرايا: التوني خرج ليدعو إلى تسجيل حالة غزة، أو زمن غزة، أو قصة غزة فى زماننا هذا، ولأنها قصة دامية، ومجزرة بكل المقاييس، وضد الإنسانية كلها، يندى لها جبين أى إنسان يراها ولم يدنها، فإنه يطالب بمحاكمة أصحابها إذا كانت هناك بقية باقية من الإنسانية فى عالمنا، فهى تسجل بشاعة تفوقت فيها المجموعة التى تحكم إسرائيل، بزعامة بنيامين نيتانياهو، ويمينه المتطرف، أو حثالة حكومته بالمعنى الدقيق، والتى ضربت ما تبقى من الإنسانية فى قلوبهم، وقاموا فعلا بجريمة كبرى، وعملية تتفوق على الهتلرية، أمام العالم، على مرأى ومسمع من الجميع. وورد في المقال: لقد طالبنا التونى بأن نسجل ما يحدث، وقام، رغم مرضه، يرصد بريشته الجريمة بكل أركانها ليكون قدوة للجميع، وإذا كان السياسيون، والأمم المتحدة، والقوى الكبرى فى عالمنا المعاصر، لم يستطيعوا أن يلجموا جريمة إسرائيل الدامية فى غزة، ولم يقدموا هتلر الجديد للمحاكمة أمام العالم، وإذا كان الأمريكيون مازالوا يبررون لهم أفعالهم، وجرائمهم، بحجة الإرهاب، وحماس، وغيرهما، فليس أمامنا إلا الفن المصرى العبقرى ليسجل هذه الجريمة بكل أركانها حتى تكون ماثلة فى أذهاننا، ولكيلا ننسى جريمة قتل غزة، وإبادة الأطفال، تلك المجزرة البشعة التى تحدث يوميا أمام أعين العالم، بل تحاول إسرائيل أن تقتل المصورين، والصحفيين، وسجلت رقم قياسيا تجاوز أكثر من 89 صحفيا، لعل آخرهم مصور الجزيرة الشهيد سامر أبو دقة. اختتم سرايا: شكرا حلمى التونى، لقد ذكرت أهل الفن والسينما فى مصر بمهمتهم القادمة لتسجيل هذه الجريمة، وكنت رغم مرضك قدوة، وحمّلت الفن والفنانين بمسئولياتهم الجسيمة، ودفعتها فى مسار يحفظ للفن، والإنسانية قيمتهما فى مواجهة هذه الجريمة البشعة التى تمس كل إنسان فى عالمنا المعاصر.