شارت تقديرات باحثين ألمان، إلى حدوث تراجع قوي في المساعدات الدولية العسكرية والمالية لأوكرانيا خلال الشهور الماضية. وأعلن معهد الاقتصاد العالمي (آي إف دبليو) في مدينة كيل شمالي ألمانيا اليوم الخميس، أن أوكرانيا تلقت في الفترة بين أغسطس حتى أكتوبر الماضيين تعهدات بحزم مساعدات بقيمة 2.11 مليار يورو. ولفت إلى أن هذه القيمة تعادل ما يزيد بقليل عن عُشر مبلغ المساعدات الذي تم التعهد به لأوكرانيا في نفس الفترة من العام الماضي، ويمثل أدنى قيمة مساعدات يتم التعهد بها لأوكرانيا منذ يناير 2022 قبل الحرب الروسية الأوكرانية. يذكر أن المعهد يقوم بانتظام بتسجيل كل تعهدات المساعدات التي يتم تقديمها إلى أوكرانيا. من جانبه، قال كريستوف تريبيش رئيس فريق متتبع دعم أوكرانيا في المعهد: "تؤكد أرقامنا الانطباع بوجود موقف متردد من جانب الداعمين خلال الشهور الماضية"، مشيرا إلى أن أوكرانيا تزداد اعتمادا على عدد قليل من الداعمين الكبار مثل ألمانياوالولاياتالمتحدة والدول الشمالية. وثمة مناقشات في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حول تقديم حزم دعم بقيمة كبيرة، لكن هذه المناقشات تواجه في الجانبين تعثرا بسبب خلافات سياسية. وقال تريبيش: "نظرا لعدم اليقين حيال الحصول على المزيد من المساعدات الأمريكية، فلا يمكن لأوكرانيا سوى أن تأمل في أن يصادق الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعداته البالغة 50 مليار يورو التي تم الإعلان عنها منذ فترة طويلة". وأعرب تريبيش عن اعتقاده بأن أي تأخير جديد سيعزز موقف روسيا بشكل ملحوظ، ومن المنتظر بالأساس أن يتم البت في حزمة المساعدات الأوروبية خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها منتصف الشهر الجاري، وثمة اعتراض على تقديم هذه المساعدات على سبيل المثال من جانب المجر. وتتصدى أوكرانيا منذ أكثر من 21 شهرا للحرب الروسية والأوكرانية واسع النطاق، وتعتمد في ذلك على المساعدات الأجنبية، ويمكن لأوكرانيا في بعض الحالات أن تعتمد على برامج مساعدات متعددة السنوات تم التعهد بها بالفعل. وكتب الباحثون أن إجمالي مساعدات التسلح التي قدمتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية إلى الجمهورية السوفيتية السابقة تجاوزت في الوقت الراهن، مثيلتها المقدمة من الولاياتالمتحدة التي تعتبر أكبر مانح فردي لأوكرانيا. وثمة برنامج كبير لنقل مقاتلات طراز إف-16 من دول أوروبية مختلفة إلى أوكرانيا، لكن هذا البرنامج لم يتم تنفيذه بعد.