سلّطت صحيفة "إنترسبت" الأمريكية، الضوء على انتهاك منصة فيسبوك، لمعاييره المعلنة؛ حيث سمحت المنصة الأشهر من بين مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للإعلانات متجردة من الإنسانية وتدعو إلى العنف ضد الفلسطينيين. * محرقة للفلسطينيين وطالبت إحدى الإعلانات ب"محرقة للفلسطينيين"، والقضاء على نساء وشيوخ غزة وأطفال واحتوت منشورات أخرى، ووصفت أطفال غزة بأنهم "إرهابيو المستقبل". * تحيز منذ بدء العدوان وقال نديم الناشف، مؤسس مجموعة "حملة" الفلسطينية، والتي تراقب نشاط مواقع التواصل الاجتماعي، إنه طوال هذه الأزمة، شهد نمطا مستمرا من التحيز الواضح والتمييز ضد الفلسطينيين. * إعلان اغتيال واكتشف الناشف إعلانا على صفحته على فيسبوك يدعو صراحة إلى اغتيال الناشط الأمريكي بول لارودي، أحد مؤسسي حركة غزة الحرة. وجاء في الترجمة التلقائية ل فيسبوك للإعلان النصي ما يلي: "حان الوقت لاغتيال بول لارودي، الإرهابي المعادي للسامية"، وفقا لما نشرت صحيفة "إنترسبت" الأمريكية. وأكد الناشف أن الدعوة لاغتيال ناشط سياسي تعتبر انتهاكًا لقواعد الإعلان في فيسبوك، ويشير الظهور على المنصة إلى موافقة فيسبوك عليه على الرغم من تلك القواعد. وقال "ومن المحتمل أن يكون الإعلان قد مرّ عبر التصفية من خلال عملية فيسبوك الآلية، التي تتساهل مع أي مضمون يتنبى الخطاب الداعم لإسرائيل، والذي يذكر في منشوراته عبارة (معاداة السامية)". * ما رد فيسبوك؟ وأكدت إيرين ماكبايك، المتحدثة باسم فيسبوك، أنه تمت الموافقة على الإعلانات عن طريق الخطأ، قائلة: "على الرغم من استثماراتنا المستمرة، فإننا نعلم أنه ستكون هناك أمثلة لأشياء نفتقدها أو نزيلها عن طريق الخطأ، حيث يرتكب كل من الآلات والبشر الأخطاء؛ لهذا السبب يمكن مراجعة الإعلانات عدة مرات، بما في ذلك بمجرد نشرها. * حجب الدعم لفلسطين وفي الأيام الأولى العدوان الإسرائيلي على غزة، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن آلاف المستخدمين نشروا رسائل دعم للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين شرد مئات الآلاف منهم واستشهد وأصيب الآلاف بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قبل أن يفاجأوا بإخفائها أو حذفها. * أزمة تعود لسنوات وبالعودة تاريخيا، يتضح أن الاتهامات الموجهة لفيسبوك ليست جديدة. ففي شهر أبريل 2019 نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا أفاد بوجود استثمار كبير لفيسبوك في عمليات الذكاء الاصطناعي بإسرائيل، من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين بالشركة الأمريكية وخارجها. وأبرزت الصحيفة أن فيسبوك تعد من بين أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات فتحت منشآت للبحث والتطوير في إسرائيل. ولجانب ذلك، اتهمت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" فيسبوك بمحاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق. وربطت المؤسسة في تقرير لها بين شكاوى الفلسطينيين من قيود تفرضها فيسبوك، على المحتوى الخاص بهم ووجود ارتباط مصالح اقتصادية بينها وبين إسرائيل.