قال مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد، إن هناك ملامح جديدة للمكتبة عززت من مكانتها محليا ودوليا، لافتا إلى أن المكتبة تستقبل نحو مليون زائر سنويا من مختلف الجنسيات، كما أنه تم رقمنة أكثر من 600 ألف كتاب، وإطلاق مشروع قومى للقراءة مطلع 2024. وأكد زايد فى حواره مع «الشروق»، أن الأحداث الجارية فى فلسطين أظهرت للعالم أجمع أن الصهيونية حركة عنصرية، ليس لديها نوايا للسلام ولا تعرفه. وإلى نص الحوار: دعنا نبدأ بأهم حدث على الساحة.. كيف ترى التصعيد فى غزة؟ على الرغم من بشاعة المشهد الإنسانى فإن الوضع الحالى أحيا القضية الفلسطينية ورفع الوعى بأهميتها، كما أن الأحداث أظهرت للعالم كله أن الصهيونية حركة عنصرية، وليس لديها نوايا حقيقية للسلام ولا تعرفه. وموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأييده للفلسطينيبن ورفض تهجيرهم، أو الاعتداء على الحقوق المصرية يستحق الثناء، وعلى الرغم مما رآه الفلسطينيون فى الحرب من تشريد وتجريف لمجتمع غزة، فإنه ربما تعرف إسرائيل حجم الخطر المحدق بها وتجنح للسلام، وربما توحد العرب، ويدركون أن تحقيق أهدافهم ليس بالجرى وراء إسرائيل وأمريكا، وإنما السعى للتنمية هو الهدف الأسمى. نعود إلى مكتبة الإسكندرية.. كم عدد زوارها سنويا؟ وصل العدد إلى مليون زائر تقريبا من جنسيات مختلفة بمعدل نحو 2000 زائر مصرى و600 أجنبى يوميا، لأن مكتبة الإسكندرية تستمد مكانتها المحلية والإقليمية والدولية من روح الإسكندرية، وتنعكس من ثقافة المدينة الكوزموبوليتانية التى تتعدد بها الثقافات، والأعراق والجنسيات والجاليات. كما أن التفاعلات مع مكانة المكتبة يبدأ بمدينة الإسكندرية، ثم الدائرة المصرية، ثم الوطن العربى، ثم دائرة البحر المتوسط، ثم الدائرة الإفريقية ثم العالمية. ما هى آخر مستجدات التطوير الرقمى للمكتبة؟ تم رقمنة نحو 600 ألف كتاب حتى الآن، بمعدل 30 ألف صفحة يوميا فى إطار المشروع الذى كان فى مقدمة أولويات عملى بالمكتبة. هل يتم رقمنة الصحف والمجلات؟ بالطبع، رقمنة الصحف والمجلات تتم بالتعاون مع الجانب الفرنسى، وبالتوازى مع رقمنة المخطوطات، والخرائط والقواميس، خصوصا أن رقمنة الكتب جزء من الدخول إلى المجتمعات الرقمية المعرفية، ومؤشر لقدرة المجتمعات على الرقمنة فى كل المجالات. هل تم اعتماد إقامة احتفالية سنوية للمكتبة؟ نعم تم اعتماد ذلك، وتم الترتيب لإقامة أول احتفالية ترصد الإنجازات والفعاليات والأنشطة، وقد اعتمدنا هذه الفكرة بمناسبة مرور 20 عاما على إنشاء مكتبة الإسكندرية، ويتم تنفيذها سنويا، وسيحضر أول احتفالية مدير المكتبة السابق الدكتور مصطفى الفقى. كيف تعاملتم مع عزوف الزائرين فى الأيام الأخيرة من جائحة كورونا؟ كانت حركة النشاط بطيئة وأعداد الزائرين محدودة، فعزمنا على الخروج من حالة الركود بالنشاط والانتعاش وإقامة الفعاليات المتتابعة، كم تم فتح أبواب المكتبة طوال أيام الأسبوع. متى سيتم إطلاق المشروع القومى للقراءة؟ مع بداية عام 2024، على مستوى كل محافظة، ثم على مستوى جميع المحافظات، وسيتم تخصيص عدد من الجوائز للمتفوقين فى القراءة، كما تم طبع 40 كتيبا لتلخيص أمهات الكتب فى المكتبة. ما هى الفئة التى ترعاها المكتبة من فئات المجتمع؟ نحو نصف المجتمع المصرى، وتمثل النشء والشباب لأن مكتبة الإسكندرية تولى رعاية خاصة بهذه الفئة التى تقترب من 45% من فئات المجتمع، وبدون تأثير سلبى فى حياة الشباب، كما تفعل الفضائيات والسوشيال ميديا واليوتيوب، ويجب أيضا الاهتمام برعاية الشباب صحيا من خلال التغذية السليمة، إلى جانب التغذية الثقافية والفكرية. وكيف تدعم المكتبة فئة الشباب ثقافيا؟ المكتبة تقدم دورا مهما فى دعم الشباب ثقافيا وتعليميا وتقديم منتجا ثقافيا وفكريا ونهضة تعليمية تجعلهم أكثر قدرة وتأهيلا على مواجهة المستقبل وتحدياته العالمية. كيف تغلبت مكتبة الإسكندرية على العائق الجغرافى؟ تم تأسيس 24 سفارة تسمى سفارات المعرفة فى المحافظات والجامعات وهناك 4 سفارات أخرى جاهزة للانطلاق، وهى صورة مصغرة لمكتبة الإسكندرية وخدماتها المتاحة الجمهور، وآمل فى إنشاء سفارة للمعرفة فى المستقبل خارج مصر فى الدول المختلفة حتى يقرأ العالم من خلال مكتبة الإسكندرية. ما هى الخطط المستقبلية لمكتبة الإسكندرية؟ سيتم وضع خريطة ثقافية للمجتمع المصرى وتحديد المناطق الثقافية فى المحافظات وتحديد خصائصها، وتعزيز التواصل بين الثقافة المصرية والعربية، وستلعب مكتبة الإسكندرية دورا مؤثرا كمؤسسة ترتبط بالقوة الناعمة المصرية، كما سيتم تدشين مشروع القراءة للجميع الذى تحدث عنه، وتخصيص جوائز عربية وعالمية باسم المكتبة، وأيضا تدشين مشروع لإحياء الحرف التراثية. بصفتك مقرر لجنة الهوية والثقافة بالحوار الوطنى.. ما هى المحاور التى تم التركيز عليها؟ تم التركيز على محاور أساسية للنقاش تتعلق بالهوية الثقافية والصناعات الثقافية والسياسات أيضا الثقافية، وتأتى فى مقدمة التوصيات المقدمة للرئاسة، والتأكيد على الاهتمام باللغة العربية فى التعليم وتجنب التعلق باللغات الأجنبية والاهتمام بتكريس التاريخ فى المناهج والوعى بالحضارة المصرية، وضرورة أهمية صناعة الثقافة، وإحياء الحرف التراثية، وإعادة إنتاجها، بالإضافة إلى تقديم توصيات خاصة بإعادة فتح دور السينما والمسارح المغلقة. ما هى التحديات التى تواجه المجتمع المصرى فى الفكر الثقافى؟ التحديات مرتبطة بتحدى الأمية ومرتبطة بتحدى مشكلات فى قلب الطبقة المتوسطة لأنها غير متماسكة ولديها توجهات مختلفة وتحمل مظاهر عدم الوعى وعدم الرغبة فى التطوع والخدمة الوطنية، كما أنها الطبقة المتوسطة فى حاجة أن تدرك بأن لها مهمة تاريخية ومسئولية فى بناء تنمية المجتمع وتعزيز الانتماء وأن تكون أكثر تماسكا لبناء المستقبل. كيف يتم إصلاح التعليم فى مصر؟ مسئولية الإصلاح التعليمى تقع على أبناء الطبقة الوسطى، إذ يجب عليها التطوع بالفوائض المالية لدعم العملية التعليمية، ومساندة الدولة تطوعا وليس ضريبة مفروضة، كما أن أبناء الطبقة الوسطى أصبح لديهم قدر كافٍ من الاستقرار والقدرة المادية، ويستطيعون أن يساهموا فى نهضة التعليم بمصر وتخصيص صندوق للإنفاق عليه.