سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية للكاتب العربي الإسرائيلي علاء حليحل بالتوجه إلى بيروت للمشاركة في مهرجان "بيروت39" الأدبي الذي يشارك فيه أدباء شبان تحت سن الأربعين من كافة الدول العربية. ويأتي هذا السماح بعد رفض السلطات الإسرائيلية السماح لحليحل بالسفر بعد إصدار إسرائيل سلسلة من القوانين التي تعرف بعض الدول العربية على أنها دول "عدو" يحظر السفر إليها، والتواصل الثقافي والاجتماعي والسياسي مع سكانها، وتشمل قائمة دول "العدو" هذه لبنان وسوريا والسعودية والعراق واليمن وإيران. ولكن المركز الحقوقي للفلسطينيين "عدالة"، قدم طعنا بالقرار لدى المحكمة العليا الإسرائيلية، وطالب بالسماح لحليحل -وهو من سكان عكا- بالسفر إلى بيروت الأسبوع المقبل للمشاركة في المهرجان. وكان حليحل قد قال بعد إن منعته السلطات الإسرائيلية من السفر بأن "بيروت بالنسبة له جزء لا يتجزأ من ماضيه وحاضره ومستقبله الثقافي والإبداعي، ومن حقه، كابن الأمة العربية، أن يكون جزءا من ثقافة بيروت ومن مبدعيها". وأضاف حليحل في حديث صحفي اجري معه الأسبوع الماضي "نتحدث عن قضية جوهرية وعامة، حيث تسعى إسرائيل لسلخنا عن العالم العربي ومنعنا من التواصل معه، وتصورنا على أننا مجموعة مبتورة تابعة لها، ليس لنا أي حيز أو أي امتداد ثقافي وسياسي". يذكر أن نحو 40 كاتبا وأديبا من العالم العربي من بينهم حليحل اختيروا للمشاركة في المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "هاي فيستيفال"، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والمجلس البريطاني في سياق نشاطات "عاصمة عالمية للكتاب". وقالت المحامية حنين نعامنة من مركز "عدالة" والتي حملت القضية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية إن "ادعاءات الجهات الأمنية سابقا كانت تتركز في وجود ملفات أمنية ضد مقدمي طلبات السفر، وهو أمر غير مطروح في حالة حليحل، مما أجبر المحكمة أخيرا على السماح له بالسفر". وكان حليحل البالغ من العمر 35 عاما قد توجه مرارا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير داخليته بطلب إصدار تصريح للسفر إلى بيروت، ولكنه لم يتلق أي رد، وذلك منذ اختياره للمشاركة في المهرجان وتلقيه الدعوة بعد إصداره مسرحية ومجموعة من القصص القصيرة بعنوان "السيرك". كما فازت كذلك عدنية شبلي وهي كاتبة عربية إسرائيلية أخرى بالدعوة للمشاركة في مهرجان بيروت ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت ترغب بالذهاب إلى لبنان. يشار إلى أن زيارات مماثلة لعرب إسرائيليين إلى بيروت نادرة إذ يمنع لبنان كذلك كل حامل جواز سفر إسرائيلي بدخول أراضيه وذلك بسبب اعتبار كل من البلدين بأنهما في حالة حرب.