حذر البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في رده على شكوى عن عدم وجود أماكن للعب كرة القدم للأطفال مع اقتراب فصل الصيف، من انتقال الأطفال إلي الطوائف الأخرى إذا لم يجدوا ما يبحثون عنه في كنائسهم الأرثوذكسية من ألعاب، منتقدا في الوقت نفسه كاهنا امتنع عن زيارة مريضة أرثوذكسية بدعوى إجرائها لعملية جراحية في مستشفى إنجيلي، مشيرا أن هذا الأمر لا يؤثر على عقيدة الكاهن أو إيمانه. وعاب البابا في عظته النصف شهرية بالإسكندرية أمس الأحد، على الكهنة الذين يوجهون انتقادات حادة وعلنية للشباب بالكنيسة بغرض إحراجهم، محذرا من أن هذا السلوك من قبل بعض الكهنة قد يؤدي إلي نفور الشباب من كنيستهم واللجوء إلي طوائف أخرى، وربما في بعض الأحيان لترك الإيمان، رافضا أن تكون الفتيات المسيحيات سببا في التأثير على أي شاب لتغيير طائفته أو دينه، قائلا "هذه ليست سلوكيات الفتاة المسيحية"، لافتا إلي أن جاذبية المرأة المتمثلة في شخصيتها تجذب الرجل دون الحاجة إلي الكلام. كما اشتكى بعض العاملين والموظفين بكنائس الإسكندرية، البالغ عددها 57 كنيسة، من تدني الأجور مقارنة بارتفاع الأسعار المتزايد، الأمر الذي جعل البابا يكلف القمص رويس مرقص وكيله بالإسكندرية، برفع مرتبات هؤلاء العاملين والموظفين بعد حصرهم في كشوف استعدادا لرفع رواتبهم خلال زيارته القادمة، موضحا أن ارتفاع أسعار اللحوم على سبيل المثال يمثل عبئا على الكاهن والموظف في نفس الوقت. ونهى البابا عن حرمان الأطفال – غير الصائمين – من تناول الأسرار المقدسة، مشددا على عدم محاسبة الأطفال في سن مبكر على الصيام، خاتما حديثه في هذا الشأن بالتأكيد على أهمية توحد الكنائس القبطية الأرثوذكسية في طقوسها. وكان البابا عبر في اللقاء الذي جمعه بالبطريرك كيريل السادس عشر بطريرك موسكو وعموم روسيا يوم السبت الماضي بالإسكندرية، عن أمله في إتمام الوحدة الأرثوذكسية على مستوى العالم، مؤكدا سعيه لإتمام ذلك من خلال التعاون بين الجانبين، مشددا في الوقت نفسه على سعي الكنيستين الأرثوذوكسية والروم أرثوذكسية، في الحفاظ على التقاليد وبيان أهمية دور الإنسان في عصر ما بعد العولمة. وفي نفس السياق وصف البطريرك كيريل الحوار اللاهوتي الذي يدور بين الكنائس الأرثوذكسية، بأنه "ليس سهلا"، لافتا أن هذا الحوار لا يغني عن احتفاظ كل طرف بخصوصيته الثقافية موضحا أهمية تطوير الحوار بين الجانبين مع إتاحة فرصة للشباب في التعاون فيما بينهم.